بدأ أنصار الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز حملة إعلامية متعددة ضد القاضي أحمد ولد المصطفى الذي يمثل الادعاء العام في قضية الرئيس السابق الموقوف حاليا على ذمة التحقيق
وبدأت الحملة مع بيان منسوب إلى الرئيس السابق يتهم فيه القاضي الشاب عضو في تنظيم الإخوان المسلمين وأنه كان مكلفا بملف الجمعيات الخيرية في حزب تواصل.
وأثار فقرة الاتهام المشار إليها سخرية واسعة في فضاءات التواصل الاجتماعي باعتبارها محاولة لصرف النظر عن المشكل الحقيقي الذي يواجهه ولد عبد العزيز ومجموعة من وزرائه ومقربيه الماليين والاجتماعيين
ولاحقا تحولت الاتهامات إلى أبعاد شخصية، تناولت أسرة القاضي بالاتهامات الجزافية.
ورد القاضي أحمد ولد المصطفى على الحملة الموجهة ضده بأنه لا يهتم بالمدح أو الذم.
وكتب ولد المصطفى على حسابه على الفيسيبوك " من مقامات القضاة مقام إذا وصله القاضي يستوي عنده المدح والذم"
قاضي الملفات الكبرى
ينتمي القاضي أحمد ولد المصطفى إلى مقاطعة بوتلميت، التي تلقى فيها تعليمه الثانوي والمحظري على يد مجموعة من العلماء، قبل أن ينال شهادة التخصص في الإعلام، والتحق بالقضاء سنة 2003، حيث عمل قاضيا في مناطق متعددة من موريتانيا قبل أن يبرز في وكالة الجمهورية أثناء محاكمة المتهمين بالانتماء إلى تنظيمات سلفية متشددة.
وقد تميز أداء الوكيل بقوة الحجة والصرامة في تقديم طلبات النيابة، التي تراوحت بين طلبات الإدانة، وطلبات بالبراءة لآخرين.
وقد أثار أداء النيابة والأحكام الصادرة عن قاضي المحكمة غضب الحكومة يومها، حيث استدعى الوزير الأول الزين ولد زيدان فريق الادعاء وقدم احتجاجه على الأحكام وهو ما رد عليه المدعي العام بقوة رافضا أي تدخل في مسار القضاء.
لاحقا تولى أحمد المصطفى ملف الادعاء في عدة قضايا متعددة بملف الإرهاب وتجارة المخدرات، إضافة إلى عشرات القضايا المتعددة، كما تولى رئاسة فريق خبراء الجامعة العربية في مجال مكافحة الإرهاب لأكثر من سنتين.
وأخيرا يتولى القاضي أحمد ولد المصطفى ملف التحقيق في الاتهامات والوقائع التي تضمنها تقرير لجنة التحقيق البرلمانية، ليقود بذلك أكبر عملية تحقيق في ملفات الفساد منذ استقلال البلاد.
يعرف عن ولد المصطفى بأنه كاتب جيد، حيث ينشر بين الحين الآخر على صفحته، مختارات أدبية وفكرية وثقافية، من إنتاجه أو مطالعاته.
ومع الحملة المتواصلة عليه يبقى ولد المصطفى أحد أبرز وجوه المؤسسة العدلية خلال الفترة المنصرمة، وتبقى الأضواء مسلطة على أدائه في أكثر ملفات إثارة على المستوى القضائية والسياسي على حد سواء.
ريم افريك