السياسة الدولية في ظل فوز ترامب بالرئاسة للمرة الثانية في أمريكا...( مقال رأي )

24. نوفمبر 2024 - 10:56

السياسة العالمية في ظل عودة ترامب إلى البيت الأبيض: فصل جديد في رواية مضطربة

في عالم السياسة، حين تتشابك خيوط القوة مع متاهات المصالح، يُضاف كل حدث كبير إلى سلسلة سردية عابرة للأوطان. فوز دونالد ترامب بولاية جديدة في الرئاسة الأميركية قد يُعد واحدًا من تلك الفصول التي لا يمكن قراءتها بسطحية.

منذ اللحظة التي تلا فيها ترامب خطاب النصر، بدت الساحة الدولية وكأنها تستعد لتغيرات جذرية. وكما يحدث في مسرحية مأساوية، تباينت ردود الأفعال بين الترقب والخوف والرهبة. رأى فيه البعض عودة لعصر المواجهات المفتوحة، بينما نظر آخرون إليه كفرصة لإعادة رسم خرائط القوة العالمية.

الفوضى كنظام: تحديات حلفاء وأعداء

ربما كانت أحد أبرز سمات فترة ترامب الأولى هي "النهج الفوضوي المدروس"، حيث أعاد تشكيل علاقات أميركا مع حلفائها وأعدائها. ومع عودته، يبدو أن العالم سيكون على موعد مع تكثيف هذا النهج. أوروبا قد تواجه أزمة ثقة جديدة مع رئيس يُفضل المصالح الثنائية على التعاون المتعدد الأطراف. حلف الناتو، على سبيل المثال، قد يجد نفسه مرة أخرى أمام أسئلة وجودية حول التمويل والالتزام.

وفي المقابل، فإن روسيا والصين، الخصمان التقليديان، قد يعيدان النظر في استراتيجياتهما. فترامب الذي يميل إلى البراغماتية الصريحة قد يستخدم لغة المصالح المباشرة لتحييد بعض التوترات، أو ربما يزيدها اشتعالًا بما يتماشى مع مزاجه غير المتوقع.

الشرق الأوسط: بين إعادة ترتيب الأوراق واستمرار السياسات القديمة

لطالما كانت سياسات ترامب السابقة في الشرق الأوسط تميل إلى التحالفات الاقتصادية والاستراتيجية، مع إعطاء الأولوية لإسرائيل والضغط على إيران. عودته للرئاسة قد تعني استمرار دعم اتفاقيات أبراهام وتوسيعها، مع تصاعد الضغط على طهران. لكن التحدي الأكبر قد يكمن في كيفية تعامل الإدارة مع التوترات الداخلية المتزايدة في المنطقة، من السودان إلى فلسطين.

الاقتصاد العالمي: حلبة جديدة للصراع

لا يمكن فصل السياسة عن الاقتصاد، وترامب الذي يرفع شعار "أميركا أولًا" قد يعود إلى فرض الرسوم الجمركية والعقوبات الاقتصادية كأدوات للضغط الدولي. هذه السياسات قد تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي بطرق غير متوقعة، خاصة مع تعاظم المنافسة مع الصين في التكنولوجيا وسلاسل التوريد.

خاتمة: مستقبل غامض ولكن محفز للتأمل

في النهاية، عودة ترامب إلى السلطة ليست مجرد حدث سياسي، بل هي فصل جديد في قصة العالم. قد تكون هذه العودة فرصة لإعادة التفكير في مفهوم القيادة العالمية، أو ربما نقطة تحول تقود إلى مزيد من الاضطراب. ومع ذلك، تبقى السردية مفتوحة على احتمالات كثيرة، ما يجعلها موضوعًا غنيًا للتأمل والكتابة الأدبية.

استطلاع رأي

اختر مرشحك المفضل في 29 مايو
محمد الشيخ الغزواني
89%
محمد الأمين المرتجي الوافي
0%
حمادي سيدي المختار محمد عبدي
7%
أوتوما انتوان سلیمان سوماري
4%
مامادو بوكار با
0%
العيد محمدن امبارك
0%
برام الداه اعبيد
0%
مجموع الأصوات : 27

ghalleryy