إن الحديث عن عصر يتفوق فيه الجانب السلبي على الإنجازات يعكس حالة من التقييم الناقد للتحولات التي يشهدها المجتمع أو العالم. هناك أمثلة عدة عبر التاريخ على عصور أو فترات زمنية بدت منجزة من زاوية، لكنها عانت من سلبيات جعلت تلك الإنجازات باهتة أو حتى مدمرة على المدى الطويل.
على سبيل المثال:
1. عصر النهضة الصناعية: رغم أنها قادت إلى تقدم هائل في التكنولوجيا والاقتصاد، إلا أنها جلبت مشاكل كبيرة مثل الاستغلال المفرط للعمال، التلوث البيئي، وزيادة الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
2. التقدم التكنولوجي الحديث: بينما وفر التكنولوجيا الحديثة وسائل راحة غير مسبوقة وسهولة في التواصل، إلا أنها أدت إلى أزمات مثل الخصوصية المهددة، الإدمان على الأجهزة الذكية، وزيادة العزلة الاجتماعية.
3. عصر العولمة: العولمة قدمت فرصاً للتبادل الثقافي والتجاري على نطاق عالمي، لكنها أسفرت أيضاً عن ضياع الهوية الثقافية لبعض الشعوب، والاستغلال الاقتصادي للدول النامية.
لذا، "تذوق" الإنجازات في مثل هذه الأوقات يتطلب وعياً نقدياً يسمح بتمييز المنافع عن الأضرار، والعمل على تعظيم الأولى والحد من الثانية.