زار الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم الخميس، مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مدينة بروكسيل، العاصمة البلجيكية، وأجرى مباحثات مع الأمين العام للحلف جان ستولتابيرغ، تركزت حول قضايا الأمن والدفاع في منطقة الساحل الأفريقي.
وأعلن حلف الناتو في برقية منشورة على موقعه الإلكتروني، أن ولد الغزواني هو أول رئيس موريتاني يزوره منذ استقلال موريتانيا 1960، مشيراً إلى أن موريتانيا «بلد شريك» لحلف الناتو منذ 1995.
وفي أعقاب المباحثات، عقد ولد الغزواني رفقة الأمين العام لحلف الناتو، مؤتمراً صحفياً تحدثا فيه عن قضايا الأمن والتعاون بين موريتانيا وحلف شمال الأطلسي.
وقال ستولتابيرغ إن حلف الناتو «يحيي مساهمات موريتانيا الكبيرة في مجال الأمن الإقليمي»، وأضاف مخاطباً ولد الغزواني: «أنتم تقودون مجموعة دول الساحل الخمس، وقواتكم على الخطوط الأمامية لمحاربة الإرهاب في المنطقة، ونحن نتابع عن كثب الوضع الأمني».
وأكد ستولتابيرغ أن «حلف الناتو ملتزم بدعم موريتانيا لتعزيز قدراتها»، وأشار إلى أنه «الناتو خلال السنوات الأخيرة ساعد موريتانيا في بناء مخازن أسلحة آمنة، وتدمير أسلحة منتهية الصلاحية، وفي تكوين العسكريين، كما ساهم في إنشاء أربعة مراكز لتسيير الأزمات في موريتانيا، ودعم تطوير القدرات العملياتية لموريتانيا، وتسيير الأزمات في مجالي الصحة العمومية والحماية المدنية، وذلك من خلال إنشاء وحدتين للحماية المدنية».
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إنه «سعيد بالحوار المثمر» الذي أجراه مع ولد الغزواني، مشيراً إلى أن هذا الحوار «يمكن أن يقود إلى تعاون أوسع ما بين الناتو وموريتانيا، خاصة في مجال تأمين الحدود».
وأضاف الناتو في البرقية أن المباحثات بين غزواني وستولتابيرغ تطرقت إلى «الدعم الذي يمكن أن يقدمه حلف الناتو لمجموعة دول الساحل في المستقبل».
وخلال المؤتمر الصحفي عبر الرئيس الموريتاني عن تثمينه للدعم الذي يقدمه حلف الناتو لموريتانيا ولمجموعة دول الساحل الخمس، في مجالات الأمن والدفاع.
واستعرض ولد الغزواني التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة، على ضوء الخطط التي اعتمدت في الاجتماعات والقمم التي عقدت مؤخراً، وخاصة قمة «بو» بفرنسا والتي أسفرت عن خارطة طريق جديدة لمواجهة «الإرهاب» في المنطقة.
وتأتي جولة الرئيس الموريتاني في أوروبا، والتي شملت فرنسا وبلجيكا حتى الآن، في ظل تصعيد أمني غير مسبوق في منطقة الساحل الأفريقي، وخسائر في صفوف الجنود الفرنسيين بالمنطقة، بالإضافة إلى حديث عن رغبة فرنسية في تقليص وجودها العسكري.