مساهمة مني في توضيح جوانب من الحديث الدائر داخل التلفزيون بخصوص قرارات تتخذها ا الإدارة العامة انطلاقا من صلاحيتها وبناء على سلطتها التقديرية، اجدني معنيا بهذا الموضوع لجملة معطيات من بينها ـ انني كنت ضمن مجموعة الزملاء من مديرين ومسؤولي القطاعات الإدارية بالتلفزيون غداة النقاش الذي دار بين السيد المدير العام والزميل لبات ولد لمديح ، وثانيها واجب النصح الذي تمليه التجربة والعشرة في فضاء القناة التي عمل جلنا فيها لفترة تربو على الثلاثين عاما وثالثها واجب التحفظ الذي تمليه طبيعة العمل : وأريد بهذه المناسبة ان اسجل ما يلي : ـ كان الحديث الذي دار بين السيد المدير العام والزميل لبات حديث زمالة لولا اننا قمنا بواجب احتوائه ومنعه من الخروج عن الطابع الودي ، ومادام قد حصل ما حصل وان الله قدر وفعل فلابأس ان نتطرق الى نقطة أخرى قد تكون ضخمت من حجم المسالة التي هي في الحقيقة مسالة داخلية تعني مؤسسة التلفزيون إدارة وعمالا ولا يوجد مبرر لتصديرها الامر هنا يتعلق بمحاولة جعل القضية قضية نقابية ومحاولة تصوير ما جرى انتهاكا لحق عامل او مضايقة له وقد حمل لواء هذا الغرض بعض أعضاء مكتب نقابة الصحافيين المنتهية مأموريته للأسف وغني عن القول ان المسالة تعنى مؤسسة التلفزيون وما حصل فيها من قرارات يعود لجملة صلاحيات ولسلطة تقدير منحها القانون للمدير العام ولا خلاف حول ذلك اما تبنى الموضوع من طرف النقابة ودخولها على الخط فهو امر مرفوض ومستهجن فمتى كانت النقابة معنية بمسالة كهذه ثم اين كانت عندما تم طرد وعزل صحافيين ومسؤولين سامين في المؤسسة خلال فترات ماضية ونحن نتذكر جميعا كيف قامت إدارة سابقة بإقالة الزميل الشيخ سداتي ولد الجيلاني الذي كان حينها مديرا للبرامج والإنتاج ثم عينته مستشارا واقالته بعد ذلك حتى ردته الى القطاع الفني موظفا من الدرجة الأولى ولم تحرك النقابة ساكنا هل ان حسها النقابي استيقظ فجأة …لمجرد ان إدارة التلفزيون استخدمت سلطتها التقديرية في اجراء تعيينات داخلية لمصلحة المؤسسة ؟ وبخصوص هذه المواقف الذي يتخذها البعض من التعيينات التي تشهدها التلفزيون فلا أرى انها نشازا فيما يحدث في كل القطاعات فكم من تعيينات واقالات يحملها بيان مجلس الوزراء بشكل اسبوعي وروتيني هل انه لابد من استهجانها والتضامن مع المقالين منها ؟ لقد أقدمت الإدارة العامة على قرارات نابعة من تقديرها للامور وهي لا تمس الحق الثابت للموظف لكنها قد تمس فعلا الامتيازات التي قد ترى الإدارة العامة انها يجب ان توزع توزيعا مناسبا وعادلا وليس معنى ذلك ان تستخدمها شططا او بهدف النيل من فلان او علان اريد ان أوضح نقطة أخرى تتعلق باستغرابي التام لعدم تدخل العديد من المديرين والمسؤولين لتسوية الخلاف وديا وقد كانوا جميعهم حاضرين للنقاش هذا مع العلم انني اعلم جيدا ان الزميل لبات زميل لعشرات السنين عملنا معا واشهد له بالكفاءة والإخلاص وقطعا انني افضل حقبة ثلاثين سنة قضيناها معا على عمل لمدة سنة واحدة لم تكتمل بعد مع إدارة جديدة ولكن ذلك لا يلغي ان اقدم له النصح انطلاقا من الوازع المهني والأخلاقي وان ابين له مكامن الخطأ الذي وقع فيه بحضور الزملاء الذين فضلوا الصمت وربما استغل البعض طيبة الزميل لبات وسلامة صدره للايقاع به في فخ ثم تفرقوا عنه الامر الذي أدى الى دخول من لايعينهم الموضوع بتاتا على خط تازيم الوضع الذي لا يعدو كونه مسالة داخلية في مؤسسة عمومية ويمكن حلها وديا وداخليا خصوصا واني مدرك تماما ان الإدارة العامة للتلفزيون لا تحمل ضغينة ولا موقفا مسبقا من أي كان حتى تتحامل عليه او تؤذيه وانما تسعى الى ترميم كل ما يمكن ترميمه انطلاقا من فهم وتفهم لكل شيء واعتقد ان مؤسسة التلفزيون بحاجة في هذه المرحلة الهامة الى تضافر جهود الجميع خاصة وانها مقبلة على نهضة حقيقية وتعمل على تجسيد رؤية إعلامية جديدة وتسخر الطاقات والموارد لذلك يجب ان نتعاون مع القائمين على جملة الإصلاحات التي يشهدها التلفزيون والتي بدات بقطاع الاخبار الذي ظهر فيه حضور القناة في كل بقعة والى جانب كل الااراء وما يتابعه المشاهد من معالجات وتقارير ميدانية ومهنية تلامس هموم المواطن خاصة في ظل جائحة كورونا التلفزيون يشهد كذلك إصلاحات هيكلية مع التقدم باتجاه زيادة الرواتب والتحسين من وضعية العمال من خلال جملة إجراءات مالية وهيكلية كذلك يتجه التلفزيون الى تطوير باقته البرامجية وهو مقبل كذلك على التمدد داخل الوطن من خلال التحضير لفتح مكاتب جهوية لأول مرة تكون ثابتة ومجهزة باحدث المعدات والطواقم الفنية والصحفية، اذن نحن مطالبون جميعا بان نتجاوز هذه الأمور الجزئية وان نقف معا في خندق الإصلاح والتطوير بعيدا عن أي مناكفات أخرى . اننا مطالبون فعلا ونحن في ظل هذه الجائحة باستخدام كافة إجراءات الوقاية من الخلاف فنعقم قلوبنا من كل الضغائن ونغسلها بالتفاؤل والتعاون ونطبق أساليب التباعد من الخلافات ونقرب المسافة بين النفوس حتى نغسل ما علق بها من درن ووساوس فبذلك نتجاوز هذه المحن ونعبر ببلدنا الى بر الأمان
الاعلامي الشيخ ولد حبيب
