. من عجائب النظام الحالي التي لا تنقضي أنه و بعد أن أثبت على نفسه أنه كسابقه فكرا و حكما و شخوصا و أداءا ، يحاول بعض منهم الآن إجراء عملية إعادة تدوير كتلة الفساد هذه بإقناع أنفسهم و الآخرين بأنهم لا زالوا مصنفين ضمن زمرة الملائكة الأطهار الأبرار و أن عليهم ألا يخجلوا مما رفع عنه الغطاء مؤخرا من عمليات نهب و فساد و أن يرفعوا رؤوسهم عاليا و عليهم الاستماتة بالتستر على ماهو أعظم فداحة و العض علي ما تم تربحه من المناصب بالنواجذ و أن يستمروا في "بلع" المال العام بالطي و الكتمان ..!!
لقد باتت حيل الحكومة كلها واضحة و مكشوفة لأغلب الناس فها هي مليارات "كورونا" توكل إلى أحد رموز الفساد "ابوه ولد التار" خلال الأنظمة السابقة في محاولة لبعث "شلة" المفسدين سابقا و خلقها بماركة جديدة "متغزونة".
تعيين ولد التار رئيسا للجنة تسيير صندوق "المليارات" ما هو إلا تدعيم لعمليات النهب بلاعب جديد يحل مكان ولد بوعسرية إذا ما أنهكه "حوش" أموال مساعدات الفقراء، و لنا في التاريخ القريب العبر، فولد التار لم يتولى إدارة مؤسسة إلا و ترك خزينتها قاعا صفصفا لا ترى فيها أوقيةََ و لا دولارا، ففي أيام حكم ولد الطايع تولى إدارة القرض الزراعي و نهبها على أكمل وجه بالتعاون مع بعض رجال الأعمال، بعدها بسنوات توسط أحد هؤلاء لولد التار لدى "عزيز" و طلب منه تعيينه في منصب هام و هو ما تم بالفعل ليحصد منصب مستشار وزير المالية، إضافة إلى أنه أحد المشمولين في فضيحة أسمدة شركة "سونمكس" إبان العشرية..
لقد تشعب من هذا النظام الأخطبوطي الآن فرق كثر ، تتضارب مصالحها و تتناقض مواقفها و كلها تسعي للاستحواذ علي مليارات "كورونا" ، فهناك فئة مخضرمة من أيام العشرية يتم تدويرها من جديد ، و هناك "شلة" متغزونة حتى النخاع لا زالت تتعلم فن الفساد على يد سابقتها...
حتى لو خرج علينا النظام الحالي بقرار تعيين ولد عبد العزيز في منصب حساس لن يشكل ذلك صدمة بحجم التي تعرض لها الرأي العام الوطني بعد سماع قرار تعيين ولد التار فقد تعودنا على تعيينات "الزبونية" و لم يتبقى سوى تعيين مرتقب لقائد العشرية بعد أن حاز أيتامه على ما يصبون إليه..
ما هكذا تورد الإبل..! و ما لهذا انتخب ولد الغزواني و تم دعمه من أغلبية الشعب، ففي الدولة رجال آخرون من أصحاب الأيادي البيضاء، أيادي لم تتلطخ يوما بالمال العام، أطر و ساسة يهمشون و رموز فساد يتوجون بمناصب حساسة، فما الفرق إذا بين "عزيز" الملاحق بقضايا الفساد و ملاحقه "ولد الغزواني" ؟ و إلى متى سيتواصل تدوير نفس الوجوه الفاسدة المفسدة على المراكز الحساسة في الدولة ؟
خاص بموقع "السبيل"...