هناك ثلاث زوايا يمكن النظر من خلالها إلى سلوك وقرارات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ، الزاوية الأولى أن الرجل بغض النظر عن خطاب التأسيس ( خطاب الترشح ) ودون الانتباه إلى بعض الرسائل التي حملتها التشكلة الحكومية هو استمرار للحكم الذي كان وأن لا شيء تغير إلا بعض الصيغ والأشكال والناظرون من هذه الزاوية يعطون تفسيرات سريعة لما يخالفها من ظاهر أفعال الرجل وقراراته.
الزاوية الثانية أن الرجل نقيض لسابقه، ثورة على ما كان، يحمل برنامج تغيير يبدأ في الرؤى وينتهي في الأشخاص والوسائل، والناظرون من هذه الزاوية يستعجلون تجسيدها ويصدمهم ما لا ينسجم معها من قرارات وتعيبنات والملاحظ أن قدراتهم التبريرية في تراجع وحماسهم إلى بعض فتور.
الزاوية الثالثة أن الرجل ليس قطيعة مع النظام السابق ولكنه ليس استمرارا له، ليسه وليس نقيضه، سابقته فيه وتوليه مسؤوليات مهمة معه وعلاقاته المتشابكة مع رجاله فضلا عن دعمه منه ومن محيطه، كل ذلك يجعل القطيعة غير واردة ومقابل ذلك خطاب الترشيح والرسائل المتكررة بين الآونة والأخرى وبعض إشارات لا تخطئها العين تجعل الاستمرار غير وارد على الأقل بالصورة التي يتصورها مؤيدون ومعارضون لا يريدون غير ذلك.
أرجح صدمة الناظرين من الزاويتين الأولى والثانية وأتوقع اضطرابا وتبادل المواقع بين الأمل وعكسه بالنسبة للناظرين من الزاوية الثالثة.
قد يكون من التسرع الحكم قبل مرور مائة يوم فهي أول فترة للحكم على الاتجاهات – حسب الأعراف – أما البرامج والحكم عليها إنجازا وتحقيقا فتحتاج وقتا ونفسا أطولين.
ويظل الأمل – وأنا من أهله – في محله إلى أن يأتي ما ينقضه، لا ما يشوش عليه فذلك متوقع ومقدور عليه.
نقلا عن صفحة جميل منصور على الفيسبوك