تعاون رسمي- خاص لا نظير له من قبل لإنزال المُستكشف “راشد” على سطح القمر
الصدى- مونت كارلو الدولية/
إذا سارت الأمور وفق الخطة الفضائية المقررة للمرّة الأولى ما بين القطاع الخاص والقطاع الرسمي، ستصبح الشركة اليابانية الناشئة ispace أوّل شركة خاصة تنجح من خلال مركبتها Hakuto-R بإنزال على سطح القمر المستكشف الإماراتي “راشد” ” الذي صممته دولة الإمارات وتولت بناءه. وفي حال نجح “راشد” في الهبوط، سينفذ أول مهمة عربية على القمر.
كانت قد دخلت المركبة اليابانية مدار القمر الشهر الفائت وعلى متنها المستكشف راشد هي التي يبلغ قياسها مترين بمترين ونصف متر وكانت قد أُطلقت في كانون الأول/ديسمبر من قاعدة كاب كانافيرال الأميركية محمولةً على صاروخ لشركة “سبايس إكس”.
حتّى الآن تمكّنت ثلاث دول من إنزال روبوتات على سطح القمر الواقع على بعد 400 ألف كيلومتر من الأرض. هذه الدول هي الولايات المتحدة وروسيا والصين. وقد تلتحق بها دولة الإمارات التي أوكلت إلى المستكشف راشد مهمة دراسة وتحليل طبيعة تربة القمر وتحديدا في فوهة “أطلس” الصدمية التي لم تُستكشف من قبل.
تجدر الإشارة إلى أنّ اليابان والولايات المتحدة أعلنت العام الفائت عن عزمهما على التعاون لإيفاد رائد فضاء ياباني إلى القمر بحلول نهاية العقد.
مسبار “الأمل” الإماراتي يتعرّف على مزايا واحد من قمري المريخ
فيما يتهيّأ مستكشف القمر الإماراتي “راشد” للهبوط على سطح القمر بهدف تحليل التربة في فوهة أطلس الصدمية لمدّة أسبوعين، تُحقق الامارات نجاحات فضائية عدّة تمثّل آخرها في تمكّن مسبار “الأمل” التابع لها والذي دخل قبل عامين مدار المريخ، من رصد قمر الكوكب الأحمر الصغير ” Deimos ” بدقة كبيرة.
مشكّلا أول مهمة بين الكواكب لدولة عربية، استطاع مسبار “الأمل” بأن يقترب بأقل من 110 كيلومترات من “ديموس”. هذا القمر هو جسم صخري غير منتظم لا يتعدّى حجمه 12 كيلومتراً وهو مشابه بالشكل لحبّة لوبياء. علما بأنّ المريخ يحاط بقمرين واحد صغير هو ديموس والأكبر حجما هو ” Phobos “.
بفضل كاميرا EXI التي توفر صوراً ملونة عالية الدقة وبأطوال موجية متعددة، نجح مسبار “الأمل” الفضائي في رصد القمر “ديموس” بدقة كبيرة. الصور التي أخذها المسبار كشفت عن “الجانب المظلم” للقمر الصغير الذي يدور على مسافة 23 ألف كيلومتر من المريخ، والذي لم تتناول أي دراسة تكوينَه بعد.
العالِم المسؤول عن إحدى أدوات المسبار Christopher Edwards أشار إلى أنّ القمر “ديموس” يتمتّع على غرار القمر “فوبوس”، “بخصائص قريبة إلى صخور المريخ البازلتية أكثر من قربها إلى صخور البَازلت الخاصة بالنيزك الذي سقط قرب بحيرة Tagish ” في كندا. قد يكون القمر Deimos جزءاً من المريخ على الأرجح وانفصل عنه قبل ملايين السنين.
الجدير بالذكر هنا هو أنّ مسبار “الأمل” سيواصل طيلة هذا العام تحليقه فوق قمر “ديموس” لجمع مزيد من البيانات وتعتزم الامارات إرسال روبوت غير مأهول إلى القمر بحلول العام 2024.