فر أربعة سجناء سلفيين ليل الأحد/الاثنين، من السجن المدني بنواكشوط، بعد أن قتلوا اثنين من حرس السجن، وفق ما أكدت وزارة الداخلية الموريتانية.
وقالت الوزارة في بيان صحفي إن فرار السجناء وقع عند حوالي الساعة التاسعة ليلًا “بعد أن اعتدوا على العناصر المكلفة بالحراسة”.
وأضافت الوزارة أن الفرار “أدى إلى تبادل لإطلاق النار استشهد خلاله اثنان من أفراد الحرس الوطني، تغمدهما الله بواسع رحمته، فيما أصيب اثنان بجروح خفيفة شفاهما الله”.
وأوضحت الداخلية أن الحرس الوطني “أحكم سيطرته على السجن وبدأت على الفور إجراءات تعقب الفارين بغية القبض عليهم في أقرب الآجال”.
هويات الفارين
يتعلق الأمر بأربعة سجناء سلفيين بينهما اثنان محكوم عليهما بالإعدام لتورطهما في عمليات “إرهابية” خطيرة، هما اشبيه محمد الرسول، الذين أدين بتهمة “حمل السلاح ضد موريتانيا وارتكاب اعتداءات بغرض القتل، وحكم عليه بالإعدام”، والشيخ ولد السالك، المدان بالخيانة العظمى وحمل السلاح، وحكم عليه بالإعدام.
واشتهر ولد السالك بأنه أحد المنتمين لتنظيم القاعدة، واعتقل أول مرة حين كان ينوي تفجير القصر الرئاسي عام 2011، بسيارة مفخخة قادمة من شمال مالي.
وفر ولد السالك من السجن نهاية عام 2015، وبعد ملاحقته جرى توقيفه في غينيا.
كما تمكن من الفرار مساء اليوم محمد محمود محمد يسلم، وهو مدان بمحاولة الانتساب إلى تجمع بهدف ارتكاب جرائم إرهابية، حكم عليه بالسجن عشر سنوات، ويوجد في السجن منذ 2020.
أما السجين الرابع الفار فيدعى أبو بكر الصديق عبد الكريم، الذي أدين بمحاولة إنشاء تجمع بهدف ارتكاب جرائم إرهابية وتلقي تدريبات في الخارج، وحكم عليه بالسجن سبع سنوات، وموجود في السجن منذ 2021.
سجناء مسلحون
رغم أن وزارة الداخلية هي الجهة الرسمية الوحيدة التي علقت على حادثة فرار السجناء، إلا أنها لم تكشف ملابسات ما جرى داخل السجن.
في غضون ذلك أكدت مصادر عديدة أن السجناء كانت بحوزتهم أسلحة، لم يعرف بعد الطريقة التي حصلوا عليها.
وبحسب الرواية التي أكدتها مصادر خاصة لـ “صحراء ميديا” فإن السجناء استخدموا مسدسات في العملية، قبل أن يستحوذوا على سلاح رشاش كان بحوزة أحد عناصر الحرس عند بوابة السجن.
وتشير نفس الرواية إلى أن السجناء استحوذوا أيضًا على سيارة أحد المدنيين بالقرب من بوابة السجن، على شارع جمال عبد الناصر.
وقالت مصادر عليمة بشؤون السجون إن الحراس الذين يباشرون السجناء غير مسلحين، وبالتالي فإن فرضية انتزاع السجناء للسلاح منهم غير قائمة.
وبالتالي رجحت هذه المصادر أن يكون السلاح قد هرب إلى داخل السجن، وتوقعت فتح تحقيق لمعرفة ملابسات ما جرى.
السيارة التي قيل إن السجناء استخدموها للفرار
كر وفر
منذ الساعات الأولى لفرار السجناء، طوقت وحدات من الحرس الرئاسي القصر الرئاسي القريب من السجن، كما أغلق الأمن الشوارع الرئيسية المؤدية إلى السجن.
كما انعقد اجتماع أمني حضره وزير الداخلية وقيادات أمنية رفيعة المستوى، لمتابعة تطورات الوضع، وبدأت عملية مطاردة السجناء الفارين.
وتم العثور على السيارة التي فر السجناء على متنها السجناء في مقاطعة دار النعيم، قرب ملتقى طرق المقاومة، وكانت قد تعرضت لحادث وتعطلت إحدى عجلاتها.
ولوحظ انتشار أمني كثيف في الأحياء القريبة من المنطقة التي عثر فيها على السيارة، فيما قال صحفي في “صحراء ميديا” إنه شاهد وحدات من الجيش وشرطة مكافحة الإرهاب تتحرك في أحياء دار النعيم.
في غضون ذلك، دعت وزارة الداخلية جميع المواطنين إلى “الإبلاغ عن أي معلومات يمكن أن تساعد في عملية القبض على الفارين”، ونشرت الأرقام الخضراء المفتوحة.
هدوء ووضع طبيعي في محيط السجن المدني (صحراء ميديا)
هدوء حذر
أثار فرار السجناء السلفيين موجة رعب في أوساط سكان العاصمة نواكشوط، ولكن سرعان ما عادت الحياة إلى طبيعتها، وفتحت الطرق الرئيسية في قلب المدينة.
وتجول صحفي من “صحراء ميديا” في ساحة الحرية ومر بالقرب من القصر الرئاسي، وقال إن الوضع كان في غاية الهدوء، مع وجود مواطنين يمارسون الرياضة في ساحة الحرية.
فيما قال صحفي آخر من “صحراء ميديا” بعد جولة في مقاطعة “دار النعيم” إن حركة السير كانت طبيعية وهادئة، ولكن حالة من الترقب تسود المشهد.