كشف تحقيق جديد لاتحاد الصحفيين الدوليين عن وجود شركة إسرائيلية تتدخل بالانتخابات في العديد من الدول الإفريقية وتتلاعب بسير حملاتها باستخدام القرصنة والتخريب والمعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي.
ووفق التحقيق فإن وحدة القراصنة الإسرائيليين يديرها شخص يطلق على نفسه اسم تل حنان (50 عاما) وهو عنصر سابق في القوات الخاصة الإسرائيلية ويعمل الآن بشكل خاص باستخدام الاسم المستعار "خورخي"، ويبدو أنه كان يعمل بشكل سري في بلدان مختلفة لأكثر من عقدين من الزمن، مضيفة أن نشاط الوحدة طال أكثر من 30 عملية انتخابية حول العالم، غالبيتها في أفريقيا.
وأوضح التقرير أن الكشف عن حنان ووحدته، التي تستخدم الاسم الرمزي "فريق خورخي"، تم من خلال لقطات صور سرية ووثائق تم تسريبها إلى صحيفة الغارديان. وذكر أن حنان لم يرد على أسئلة تفصيلية حول أنشطة وأساليب الفريق، لكنه قال: "أنكر ارتكاب أي مخالفات". وقالت غارديان إن التحقيق يكشف تفاصيل غير عادية عن كيفية استخدام المعلومات المضللة كسلاح.
وقد تظاهر ثلاثة صحافيين من مجموعة "فوربيدن ستوريز"، هم صحافي من إذاعة فرنسا وآخر من صحيفة هآرتس الإسرائيلية وثالث من صحيفة "ذا ماركر" الإسرائيلية، بأنهم زبائن محتملين للشركة، من أجل جمع معلومات حول "فريق خورخي" على مدى عدة أشهر.
ووفق وكالة الأنباء الفرنسية، كان خورخي متورطًا في فضيحة شركة "كامبريدج أناليتيكا" في 2018 وهي شركة متهمة بتحليل كميات كبيرة جدًا من البيانات لبيع أدوات تأثير استخدمها خصوصًا دونالد ترامب.
وقال لزبائنه المزيّفين، بحسب إذاعة فرنسا، إنه "تدخّل في 33 حملة انتخابية على المستوى الرئاسي".
ولفت مسؤول آخر في الشركة إلى أن "ثلثَي الحملات الـ33 كانت في دول إفريقية ناطقة بالانكليزية وبالفرنسية. نجحت 27 منها".
ووفق "فوربيدن ستوريز"، "تولى خورخي السيطرة على أنظمة المراسلات للعديد من المسؤولين الأفارقة رفيعي المستوى، من أجل إثبات فعالية إحدى أدواته. قال للصحافيين (الذين تظاهروا أنهم زبائن): نحن داخل الحسابات. ورأوا حسابَين على Gmail وحسابًا على Google Drive وقائمة بجهات الاتصال ومجموعة حسابات على تلغرام".
وأضاف الموقع "بمجرد اختراقه للأنظمة، تمكّن خورخي من انتحال شخصية مالك الحساب لإجراء اتصالات مع جهات اتصاله. أرسل خورخي رسائل إلى معارف الضحايا من حسابات تلغرام التي تم اختراقها".
بهذا، تستطيع الشركة أن تقوم بالتأثير والضغط على صناع قرار أو صحافيين نيابة عن عملائها.