حرائق للغابات وفيضانات وأعاصير وذوبان للجليد.. بالنسبة للبعض، فإنها كوارث طبيعية نشاهدها بين الحين والآخر، ولكن فى الحقيقة هى ناتجة عن ارتفاع درجة حرارة الأرض واحتباس حرارى وانبعاثات كربونية وجميعها بسبب أفعال البشر؛ كالصراع بين الدول الكبرى من أجل الهيمنة والسيطرة، أسلحة وذخائر وحروب دائرة.. والآن يحارب العالم من أجل إنجاز مهمة عسيرة تواجه وتهدد مستقبله.. يخوض العالم حرب مع التغيرات المناخية ومحاولات الحد منها.. يسعى إلى تحقيق معادلة صعبة بين الاحتياج للطاقة وتقليل أضرارها على الكوكب.. ومع ذلك يُعد المناخ عاملاً رئيسيًا فى التخطيط العسكرى للولايات المتحدة، وهو عامل أصبح أكثر أهمية لأن تغيره يهدد العمليات فى العديد من مناطق العالم.
و بعد تسبب زلزال بلغت قوته 7.8 درجة في كارثة على حدود تركيا وسوريا في الساعات القليلة الماضية، خلفت ما لا يقل عن 9000 قتيل ومدن مدمرة بالكامل.
وبينما كان العالم يشاهد في رعب الصور التي سببها الزلزال، بدأ مستخدمو الإنترنت في إلقاء اللوم على برنامج أبحاث أورورا (HAARP) النشط عالي التردد الموجود في ألاسكا لهذه الظاهرة.
وكتب أحد المستخدمين على موقع تويتر: «الزلزال في تركيا يبدو وكأنه عملية عقابية لحلف شمال الأطلنطي أو الولايات المتحدة HAARP ضد تركيا، تظهر الفيديوهات ظهور ضربات البرق أثناء الزلزال، وهي ليست طبيعية في أوقات الزلازل، ولكنها تحدث دائمًا في عمليات القيثارة».
The earthquake in Turkey looks like a punitive operation (HAARP) by NATO or the US against Turkey.
The video shows lightning strikes, which are not normal in earthquakes, but always happen in harp operations. pic.twitter.com/Puv1Ns3GW3
— Snezhina Boahen (@SnezhinaBoahen) February 6, 2023
من ناحية أخرى، رد البعض على الادعاء بأن «البرق» الذي حدث أثناء وقوع الزلزال، يعتقد أنه شحن كهربائي من أنواع معينة من الصخور في قشرة الأرض ناتجة عن النشاط الزلزالي نفسه، وقد تكون أيضًا نتيجة لتدمير محطة فرعية لشبكة الطاقة أثناء حدوث الزلزال، وليست ناجمة عن برنامج (HAARP).
هو برنامج تموله القوات الجوية والبحرية الأمريكية، ووكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة «DARPA» وجامعة ألاسكا، وهدفه الرئيسي دراسة خصائص «الأيونوسفير» لتحسين تقنيات الاتصال وأنظمة المراقبة، مثل الكشف عن الصواريخ واثارة وتنشيط وتسخين منطقة محدودة من المجال الأيوني بشكل مؤقت، باستخدام أدوات منها أداة التردد العالي جدا ورادار التردد فائق العلو، ومقياس المغناطيسية، وجهاز استقراء مغناطيسي.
حسب توشي نيشيمورا، الأستاذ المساعد في جامعة بوسطن، فإن «الأيونوسفير» هو طبقة من الجسيمات المشحونة التي تفصل بين الغلاف الجوي والفضاء، وتمتد ما يقرب من 50 إلى 400 ميل فوق سطح الأرض.
روج العديد من رواد مواقع التواصل في تركيا بالتحديد، إلى نظرية مؤامرة تفيد بأن البرنامج (HAARP) يتسبب في معظم الكوارث الطبيعية الموجودة على هذا الكوكب.
وتشير النظرية إلى أن الزلازل، تحدث نتيجة تفاعل الشحنات الكهربائية في الأرض والتي يستطيع برنامج (HAARP) أن يحدثها، وتنعكس بعدها في الهزات الأرضية والزلازل.
ووفقًا للمواقع العالمية، فإن العديد من العلماء أشاروا إلى أنه من الخطأ أن تكون HAARP مسؤولة عن هذه الظواهر مثل الأضواء في السماء والزلازل نفسها.
وقال كيث جروفز، المدير المساعد لمعهد البحث العلمي بكلية بوسطن لصحيفة USA Today: «لا توجد آلية موثوقة يمكن من خلالها لـ HAARP تعديل المناخ أو الغلاف الجوي المحايد بشكل يمكن اكتشافه، الادعاءات من هذا النوع لا أساس لها على الإطلاق، إنها مثيرة لكنها ليست جادة أو علمية».
-تم تشغيل جهاز الإرسال الإلكتروني اللاسلكي، والمختصر بمحطة البحث «HAARP» في عام 1997.
-تم نقل تشغيل مرفق البحث من سلاح الجو الأمريكي إلى جامعة ألاسكا فيربانكس في 11 أغسطس 2015، مما سمح لـ HAARP بالاستمرار في استكشاف ظواهر الغلاف الأيوني عبر اتفاقية تعاونية للبحث والتطوير في استخدام الأراضي.
-تتميز المحطة بخاصية إرسال طاقة أقوى ألف مرة من الشمس فوق منطقة معينة، ووفقًا للخبراء يمكن أن تصل هذه الأشعة الاصطناعية إلى 600 كيلومتر من الأرض.
-يخلق HAARP تأثير فرن الميكروويف في المنطقة إذا تم عرضه على أي جزء من العالم من خلال انعكاسه على ارتفاع.
-يُزعم أن هناك 180 هوائيًا عملاقًا في ألاسكا، حيث تم إنشاء المشروع.
-الموجات المغناطيسية التي تنتجها هذه الهوائيات بحسب تصريحات السلطات؛ تؤدي وظائف مثل تدمير الصواريخ الواردة في الجو، وتسهيل الاتصال بالسفن الغواصة والتدخل في الغلاف الجوي.
-تعتبر المنطقة التي تُجرى فيها دراسات حول الموجات الكهرومغناطيسية شديدة الخطورة على الطائرات، ففي حالة اقتراب أي طائرة، تتوقف الهوائيات المثبتة تلقائيًا عن أنشطتها.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إلقاء اللوم على HAARP في مثل هذه المصائب من قبل منظري المؤامرة، حيث زعم البعض أنها السبب في زلزال هايتي وتشيلي 2010 وتسونامي 2011، كما تم ربطه الانهيار الأرضي الهائل في الفلبين الذي أودى بحياة أكثر من ألف شخص في عام 2006.
إلى جانب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، رفع قادة العالم أصابع الاتهام أيضًا حول دور HAARP في الكوارث، ففي عام 2010 اتهم محمود أحمدي نجاد، رئيس إيران آنذاك، المشروع الأمريكي بتوليد موجات كهرومغناطيسية لإثارة فيضانات في باكستان.
في نفس العام، قال رئيس فنزويلا آنذاك، هوجو شافيز، إن سلاحًا تكتونيًا تختبره الولايات المتحدة قد تسبب في الزلزال المميت في هايتي.ا