الإعلامي سيدي النمين يكتب: لسان الحال
صراحة لم يعد لغير أصحاب الألسنة الطوال مكان في هذه الأرض، إما أن تتنازل عن دانق المبادئ الذي تربيت في كنفه وإلا لن تنال من الحظوة غير الاحتقار.
ما يربو على اسبوعين وأنا أتردد على إحدى المصالح الخدمية الخصوصية من أجل أبسط ما قد تقدمه هذه المؤسسة لأوسط زبنائها، اليوم وبينما أنا جالس أنتظر بكل أدب وهدوء وخفض جناح، دخل أحدهم (تعرفت على ملامحه من خلال أزقة وطرقات هذا الفضاء الأزرق) في هيئة أحد فرسان بني عبس، يوزع الشتائم، يختار المفردات من قاموس بذاءة غني، ورغم أنه لم يستثني أحدًا بلسانه السليط، ووزع الاحتقار والذم على الجميع وبعدالة منقطعة النظير إلا أنه أستقبل استقبال الفاتحين وبأنواع الاعتذار كأنهم “قالوا له ما هو قائله”.
عندها لملمت أوراقي وخرجت بهدوء كما دخلت وبدأت أفكارٌ جنونية تغازل ذهني، جاءتني وساوس بالهجرة في هذه السن المتأخرة وأخرى بنفخ صفحتي على الفيسبوك وتنشيط شريحة سيم أعرفها مخبئة في ركن قصي من شخصيتي وبها مرارة لسان لا تحتمل، لكن ما إن وصلت المنزل وعدت لرشدي حتى بدالي أن الواقع لم يعد يسمح بتبني أفكار من هذا القبيل، ففوضت امري إلى الله, وبدأت أكرر اللهم أجعل لي من أهلي أوخاصتي سليطَ لسان، منفوخَ الحساب على وسائط التواصل الاجتماعي، خطيبًا لا يشق له غبار في المباشر، اشدد به أزري وأقضي به حوائجي، يا ارحم الراحمين.
#سكوب_ميديا
#تدوينات