عملية دقيقة للمخابرات الأمريكية.. سلاح "فتاك" بـ6 شفرات ينهي حياة الظواهري

2. أغسطس 2022 - 21:52

 

عمل “دقيق ودؤوب” أنجزته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، طيلة فترة زادت عن ستة أشهر؛ بدءا من تحديد مكان إقامة أيمن الظواهري وتعقب خطى “زعيم القاعدة” في العاصمة الأفغانية، وصولا إلى تنفيذ الضربة الجوية التي قضت عليه متم الأسبوع الماضي.

وجاءت تصفية “الرجل رقم 1 في القاعدة” بعد اجتماعات “رفيعة المستوى ومغلقة” جمعت الرئيس الأمريكي بايدن بكبار مستشاريه ومجتمع مكافحة الإرهاب ومسؤولي المخابرات، كانت غرفة العمليات شاهدة عليها في البيت الأبيض

عملية “تصفية الظواهري” بطريقة جد دقيقة، دون إصابة أو قتل أفراد عائلته أو الإضرار بالمدنيين، أثارت تساؤلات المتتبعين عن نوعية السلاح المستعمَل في العملية التي خرج بايدن “منتشيا” للحديث عنها، ليلة أمس الاثنين، مؤكدا، في حديث صحافي مقتضب، مقتل الظواهري و”تحييد خطره على العالم”.

حسب ما أوردته وسائل إعلام أمريكية، فإن واشنطن لجأت إلى استعمال «قنبلة نينجا» بدون عبوة ناسفة؛ مجهَّزة بـ6 شفرات تنتشر قبل الاصطدام لـ”بتر أو تشتيت هدفها دون إحداث تأثير انفجاري”؛ إلا أن المعلومات والتفاصيل المتعلقة بالسلاح المستخدَم تظل “متباينة مع غموض يلف طبيعتها

وأوردت صحيفة “لوموند” الفرنسية، في مقال لها، أنه “لم تكن هناك علامات على وقوع انفجار في المبنى أو ضحايا إضافيين، بينما كانت عائلة زعيم القاعدة موجودة في المنزل”، مضيفة أن “الكثير من الأدلة تشير إلى استخدام صاروخ سري، والذي من الممكن أن يكون مستخدَما في اغتيالات سابقة استهدفت قادة متطرفين؛ غير أن البنتاغون لم يؤكد استخدامها مطلقا”.

وبينما تحدث المسؤولون الأمريكيون عن استخدام «صواريخ هِيلْ فايْر»، فالأخيرة من نوع Hellfire AGM-114 على وجه التحديد – معروفة بـ”تفجيراتها القوية”، وفي كثير من الأحيان، بـ”أضرار جانبية” قد تتسبب فيها. وتشير القرائن التي تركتها الضربة الأمريكية إلى منزل أيمن الظواهري في حي “شيربور” ذي الطابع الدبلوماسي في كابل.

ولعل تغريدة للصحافي الاستقصائي الأمريكي السابق، جاي هانكوك، المنشورة بعد تصفية الظواهري، تذهب في اتجاه تأكيد صدقية ما ذهبت إليه مصادر إعلامية حين اعتبرت وكالة المخابرات المركزية استخدمت نوعا آخر من الصواريخ يدعى “Hellfire R9X” ذي الاشتقاق من سلسلة “AGM-114”.

وتشير التفاصيل التقنية المتداولة عن طبيعة السلاح المذكور إلى أنه تم تطوير “صاروخ R9X” المعروف أيضًا باسم «قنبلة النينجا»، في عهد حكم “إدارة أوباما”، واصفة إياه بأنه “خالٍ من العبوات الناسفة، ومجهز بشفرات تنتشر قبل الاصطدام بالهدف، مع الفتك به دون إحداث انفجار”.

 

بينما يحيل أصل تسمية هذا السلاح الغامض باسم «Flying Ginsu» إلى عنوان إشهار تلفزيوني شهير بُثّ سنوات الثمانينيات لسكاكين المطبخ التي تحمل علامة “Ginsu” التجارية، والتي يمكن أن تقطع عُلب الألومنيوم بشكل نظيف وتظل حادة تماما”.

“سوابق دون تأكيد رسمي”

لم يسبق لواشنطن أن اعترفت رسميا باستخدام R9X من قبل البنتاغون أو وكالة المخابرات المركزية، الجهازين الأمريكيين المسؤولين، بشكل مباشر، عن “عمليات اغتيال” واستهداف القادة المتطرفين.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها القوات الأمريكية هذا “الصاروخ الفتاك”؛ وهو ما كشف عنه تحقيق أجرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، في 2019، أكد استخدام هذا النوع من الأسلحة المتطورة ضمن عمليات سابقة من قبَل الأمريكيين، لا سيما في مقتل “جمال البدوي” الذي اعتُبر “مساعد العقل المدبر” للتفجير الانتحاري الذي استهدف، في أكتوبر 2000، المدمرة الأمريكية “USS Cole” في ميناء عدن.

ووصف مسؤولون أمريكيون الصاروخ، في حديثهم للصحيفة ذاتها، كأنه «سِندان يسقط من السماء بسرعة قصوى».

وحسب اليومية الأمريكية، فاستخدام “هيلفاير R9X” تواتَر مرات عديدة في هجمات مختلفة في دول عديدة؛ ليبيا وسوريا والعراق واليمن والصومال.

جدير بالذكر أن “وجود مثل هذا الصاروخ بحوزة واشنطن أُثير لأول مرة في مارس 2017، عندما قُتل أبو الخير المصري، زعيم كبير في “القاعدة”، في غارة بطائرة بدون طيار استهدفت سيارته في سوريا.

 

هيبرس

 

استطلاع رأي

اختر مرشحك المفضل في 29 مايو
محمد الشيخ الغزواني
89%
محمد الأمين المرتجي الوافي
0%
حمادي سيدي المختار محمد عبدي
7%
أوتوما انتوان سلیمان سوماري
4%
مامادو بوكار با
0%
العيد محمدن امبارك
0%
برام الداه اعبيد
0%
مجموع الأصوات : 27

ghalleryy