يعتبر سوق واقف، السوق الأكثر ازدحامًا في العاصمة القطرية الدوحة، وبمناسبة كأس العالم، أصبح مكانا يلتقي فيه الزوار والمشجعون، يلتقطون فيه الصور، ويشربون الشاي، ويشاركون في نقاشات رياضية.
وأوضح مقال نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن المشجعين احتشدوا في شوارع السوق وأزقته، يرتدون أزياءهم التقليدية، ويحملون الشعارات الرياضية التي تمثل منتخبات بلدانهم أو المنتخبات التي يشجعونها، ما خلق فرصة لتلاقي أمم مختلفة الثقافات للاستمتاع بكرة القدم.
أمر رائع
ونقلت الصحيفة عن المشجع بول ويليامز، الذي سافر إلى قطر لدعم منتخب ويلز، قوله "عند النزول إلى السوق، ترى جميع الأشخاص يتجولون من 32 جنسية مختلفة.. إنه أمر رائع للغاية".
كما تحدث تيري جون، وهو مشجع آخر من ويلز، عن الانتقادات السلبية التي دارت حول البطولة وقال "أعتقد أنه كان هناك الكثير من التخويف في وسائل الإعلام.. لقد قضينا وقتًا ممتعًا".
وأكدت الصحيفة أن كأس العالم التي تستضيفها قطر غيرت تجربة المشجعين مقارنة بالبطولات السابقة.
وذكر المقال أن الجدول الزمني المكثف أتاح للزائرين الالتقاء في العديد من المباريات في غضون أيام قليلة. كما بدأ بعض متابعي كأس العالم البحث عن المدن المستضيفة لبطولة 2026 -الموزعة على الولايات المتحدة وكندا والمكسيك- والتذمر من الآن من احتمال قضاء ساعات في المطارات.
أجواء ودية
وبحسب فايننشال تايمز فقد أثار قرار بحظر بيع الكحول حول الملاعب جدلا في وسائل الإعلام، لكن كثيرا من المشجعين يقولون إن هذا القرار أسهم في خلق أجواء أقل عدوانية قبل المباريات وخلالها وبعدها وإضفاء أجواء وديّة.
وأشار أبو القاسم، وهو زائر سوداني، إلى أن نظام التأشيرات في قطر أتاح للمزيد من الزوار الحضور أكثر مما كان ممكنًا لو كانت الدولة المضيفة من الدول الكروية التقليدية في أوروبا. وقال عمر تيسير، وهو طالب مقيم في الأردن، إن السلطات رحبت به ودخل البلاد بسهولة مقارنة بالصعوبات السابقة المتعلقة بدخول المملكة المتحدة بمنحة دراسية.
وأشار المقال إلى أن مشجعين آخرين أبلغوا عن شعورهم بالأمان مقارنة بزياراتهم إلى مدن كبرى أخرى لحضور أحداث كروية. وقال بنيامين ليم، وهو محامٍ من لندن، "لم نكن قلقين بشأن جرائم مثل النشل، وعدم وجود الكحول نسبيًا يعني أيضًا أنني لست قلقًا بشأن والديّ السبعينيين".
أمان
وبعيدًا عن كرة القدم، تمكن الزوار من الاستمتاع ببعض مناطق الجذب السياحي في قطر، مثل قيادة سيارة دفع رباعي فوق الكثبان الرملية وزيارة متاحف الدوحة والأجواء الكرنفالية في السوق.
وقال أمين الشعيبة، وهو إيطالي من أصول مغربية، إنه هرب من "الضباب والبرد" في موطنه في مدينة بولونيا الإيطالية بعد أن حصل على تذاكر لحضور 7 مباريات. وأضاف أنها "بيئة صديقة للأسرة ومكان جيد لإحضار الأطفال".
ويرى كريس أيريس، وهو محلل مالي من الولايات المتحدة، أن كأس العالم "جمع الكثير من الناس معًا". وقال: "لقد كانت تجربة رائعة، كان كل شيء نظيفًا وشعرت بالأمان المطلق في كل مكان".