سيكون المنتخب المغربي لكرة القدم على موعد مع "صناعة التاريخ" في نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في قطر، عندما يواجه كندا على أرضية ملعب الثمامة برسم آخر جولات المجموعة السادسة، وكل أمله خطف بطاقة التأهل للدور الثاني للمرة الثانية في تاريخه، بعد التأهل الأول في نسخة مونديال 1986 بالمكسيك، كما تحمل "أسود الأطلس" آمال العرب الأخيرة بتواجد عربي في دور الـ16، بعد خروج قطر وتونس والسعودية من الدور الأول.
وفي نفس توقيت مباراة "الأسود" (السادسة بتوقيت مكة المكرمة)، يحتضن ملعب أحمد بن علي قمة أوروبية من العيار الثقيل، بين بلجيكا وكرواتيا، في نزال لا يقبل القسمة على اثنين.
وفي موعد لاحق من اليوم، تطمح إسبانيا إلى ضمان صدارة المجموعة الخامسة عبر الفوز على اليابان، وتلعب ألمانيا آخر حظوظها في التأهل عندما تواجه كوستاريكا.
موعد مع التاريخ
ويدخل "أسود الأطلس" مواجهة كندا متسلحين بفوزهم التاريخي على بلجيكا 2-صفر، وبرصيد 4 نقاط، وكل أملهم تحقيق فوز يضمن لهم بلوغ الدور الثاني، وربما صدارة المجموعة، كما أن التعادل قد يضمن لهم التأهل بالمركز الثاني.
ولم يسبق للمنتخب المغربي أن كان في هذه الوضعية "المريحة" في كل مشاركاته الخمس السابقة في المونديال، إذ سيجد نفسه أمام خيارين لبلوغ الدور الثاني، وهما: الانتصار، أو التعادل. بل قد يمتد الأمر لخيار ثالث بتأهل في حال الهزيمة مع خسارة بلجيكا -أيضًا- في المباراة الأخيرة أمام كرواتيا.
لذلك، فإن المدرب وليد الركراكي يؤمن بأن هذه "الفرصة ذهبية، ويجب ألا تضيع أبدا، وإلا فلن نلوم سوى أنفسنا".
وقال مدرب المغرب في الندوة الصحفية التي تسبق المباراة "جئنا من أجل التأهل، لم أكن لأصدق أنه ستكون لدينا 4 نقاط بعد مواجهة بلجيكا وكرواتيا ومصيرنا بين أيدينا، نريد أن ندخل التاريخ، وإذا أخفقنا فلن نلوم إلا أنفسنا؛ لأننا سنكون من أهدر هذه الفرصة، وإن شاء الله سنتأهل".
وتابع "نحن متحمسون ونعرف أنه في كرة القدم طالما أن الحكم لم يطلق صفارته النهائية ولم نتأهل؛ فإننا لم نقم بأي شيء. اللاعبون يعرفون ذلك جيدا، وأنا سعيد بأنهم جميعا يرغبون في اللعب والقتال، لدينا مجموعة من 26 لاعبا، ومن سيدخل إلى أرضية الملعب سيقاتل".
وعلى خلاف ما قد تبدو عليه الوضعية، فإن مهمة "الأسود" لن تكون سهلة أمام منتخب يرفض أن يغادر قطر دون ترك بصمة خاصة به، ومجموعة قدمت مستويات كبيرة في الدور الأول.
فقد كشف الإنجليزي جون هيردمان مدرب منتخب كندا، أنه طلب من لاعبيه "الاستمتاع والعودة للديار بأول انتصار لهم في تاريخ مشاركاتهم في بكأس العالم".
وفي المباراة الأخرى التي تقام عن نفس المجموعة، لن يكون أمام منتخب بلجيكا من خيار سوى الفوز على كرواتيا من أجل ضمان التأهل للدور الثاني، بينما يكفي كرواتيا التعادل للتأهل.
وتأتي هذه المباراة في سياق يتسم بالتأزم بالنسبة لمنتخب "الشياطين الحمر"، فقد كشفت تقارير إعلامية عن وجود خلافات عميقة بين اللاعبين بعد الهزيمة الأخيرة من المغرب.
في حين يسعى زملاء لوكا مودريتش إلى تكريس الأداء القوي في مباراة كندا، وضمان التأهل للدور الموالي.
ألمانيا تنتظر "هدية" إسبانية
وفي مباريات العاشرة مساء بتوقيت مكة المكرمة، تميل الكفة لمنتخبي إسبانيا وألمانيا لخطف بطاقتي العبور إلى الدور الثاني، عندما تواجه الأولى منتخب اليابان، وتنازل الثانية منتخب كوستاريكا.
وقبل انطلاق آخر جولات المجموعة، تحتل إسبانيا الصدارة برصيد 4 نقاط، متبوعة باليابان في المركز الثاني برصيد 3 نقاط، ثم كوستاريكا في المركز الثالث، بنفس الرصيد من النقاط، مع فارق الأهداف، ثم ألمانيا رابعة في المركز الأخيرة برصيد نقطة وحيدة.
غير أن مدرب إسبانيا لويس إنريكي يرفض الحديث بلغة المرشح فوق العادة للتأهل، وأقرّ في الندوة الصحفية التي سبقت المباراة التي تقام على أرضية ملعب خليفة الدولي بأن "المهمة لن تكون سهلة".
إذ صرح بهذا الخصوص بأن "منتخب اليابان منتخب عالمي يضم عناصر تلعب في إسبانيا وألمانيا، ويتميز بالسرعة والإصرار إلى غاية الدقيقة الأخيرة. نحن ندرك قوتهم وطلبت من اللاعبين التركيز".
وفي ملعب البيت، يرغب منتخب ألمانيا في تجاوز بدايته المتعثرة عندما يواجه كوستاريكا، ولن يكون أمامه من خيار سوى الفوز مع انتظار "هدية" من إسبانيا، تتمثل في تجنب الهزيمة أمام اليابان، من أجل المرور للدور الثاني، بينما يكفي كوستاريكا التعادل أمام "الماكينات" للتأهل، في حال فازت إسبانيا على اليابان.
هذه الحسابات تجعل مدرب ألمانيا هانسي فليك يؤمن بأن المباراة لن تكون سهلة، مشددا على أن "لاعبيه سيخوضون النزال بكل الجدية الممكنة".