أصبح ليانغ ونفنغ مؤسس شركة "ديب سيك" DeepSeek الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، في غضون أسابيع، وجهًا لصناعة التكنولوجيا في الصين، و"أملها" في التغلب على خناق ضوابط التصدير المشددة التي تفرضها الولايات المتحدة.

وأثار تطبيق الدردشة الذكي لشركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة "ديب سيك" صدمة وخسائر بمليارات الدولارات، لعمالقة في القطاع الذي تهمين عليه الولايات المتحدة منذ سنوات.

تطبيق "ديب سيك"

أطلقت شركة "ديب سيك" الصينية تطبيقًا مدعومًا بالذكاء الاصطناعي تقول إنه مماثل للتطبيقات الرائدة في الولايات المتحدة أو أفضل منها وجرى تطويره مقابل كلفة بسيطة مقارنة بها، مما يهدد بإحداث اضطرابات واسعة في قطاع التكنولوجيا العالمي.

 

 

 

وجذبت الشركة الأنظار في قطاع الذكاء الاصطناعي عالميًا بعد أن كتبت ورقة بحثية الشهر الماضي ذكرت فيها أن تدريب تطبيق (ديب سيك في.3) تتطلب طاقة حوسبة تقل كلفتها عن ستة ملايين دولار باستخدام شرائح (إتش-800) من إنفيديا.

وبحلول الاثنين أصبح ديب سيك أعلى التطبيقات المجانية تصنيفًا على متجر أبل على الإنترنت في الولايات المتحدة ليتجاوز منافسه الأميركي تشات جي.بي.تي.

 

وتأسست الشركة الصينية، على يد "ليانغ ونفنغ"، وتطور نماذج ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر، ووصل تطبيق الهاتف الذي يحمل اسم الشركة نفسها (DeepSeek) إلى صدارة قوائم التحميل على متجر "أبل".

من هو ليانغ ونفنغ؟

ظل ليانغ البالغ من العمر 39 عامًا، بعيدًا عن الأنظار، حتى قبل 10 أيام، عندما طلبت منه الحكومة الصينية إلقاء خطاب في ندوة مغلقة استضافها رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ.

وحسب وكالة "رويترز"، فقد سلطت دعوة ليانغ لمشاركة آرائه بشأن سياسة الحكومة الصينية، الضوء على اعتراف بكين بدور "ديب سيط" في احتمال قلب نظام الذكاء الاصطناعي العالمي، لصالح الصين.

تحت قيادة ليانغ، طورت شركة "ديب سيك" نموذجًا يمكن أن يضاهي أو يتفوق على "أوبن إيه آي" الشركة المالكة لتشات جي بي تي، وتأمل في المستقبل أن تستمر في التركيز على النماذج المتطورة التي ستستخدمها الشركات الأخرى لبناء منتجات الذكاء الاصطناعي الموجهة للمستهلكين والمؤسسات.

 

وفي مقابلة مع مجلة "ويفز" في يوليو/ تموز من العام الماضي، قال ليانغ: "لا يمكن للذكاء الاصطناعي الصيني أن يظل في موقف المتابع إلى الأبد، وكثيرًا ما نقول إن هناك فجوة تتراوح بين عام أو عامين بين الذكاء الاصطناعي الصيني والولايات المتحدة، لكن الفجوة الحقيقية هي الفرق بين الأصالة والتقليد".

ووفقًا لرويترز، كشفت المقابلات التي أجراها ليانغ عن اعتقاد بأن صناعة التكنولوجيا في الصين وصلت إلى مفترق طرق حيث كانت تفتقر إلى الثقة ولكن ليس رأس المال اللازم للانخراط في اختراقات البحث والتطوير الأساسية.

وتابع ليانغ: "في السنوات الثلاثين الماضية، ركزت (صناعة التكنولوجيا في الصين) فقط على كسب المال، وتجاهلت الابتكار. الابتكار لا يقوده الأعمال فحسب، بل يحتاج أيضًا إلى الفضول والرغبة في الإبداع".

نشأة ليانغ ونفنغ

مدير سابق لصندوق التحوط، والذي قال إنه تحول إلى التكنولوجيا لإغلاق الفجوة بين الصين والولايات المتحدة في صناعة الذكاء الاصطناعي.

ونشأ ليانغ في مقاطعة غوانغدونغ الجنوبية، التي قادت البلاد خلال الثمانينيات والتسعينيات إلى تبني رأسمالية السوق.

وقال ليانغ آنذاك إنه كان محاطًا بأشخاص يفضلون العمل تجاري أكثر من الدراسة، لكنه كان أكثر ميلًا إلى الدارسة الأكاديمية.

 

 

انضم بعد ذلك إلى جامعة تشجيانغ الراقية في سن 17 عامًا، وتخصص في هندسة الإلكترونيات والاتصالات قبل الحصول على درجة الماجستير في هندسة المعلومات والاتصالات، والتي أكملها في عام 2010.

وشارك ليانغ بعد ذلك في تأسيس صندوق تحوط كمي في عام 2015، والذي يستخدم خوارزميات رياضية معقدة للتداول بدلًا من التحليل البشري.

وبلغ إجمالي محفظة الصندوق أكثر من 13.79 مليار دولار بحلول نهاية عام 2021.

ووفقًا لرويترز، معظم موظفي شركة "ديب سيك" اليوم هم من الخريجين وطلاب الدكتوراه من أفضل الجامعات في الصين، والذين يعتقد ليانغ أنهم يفضلون العمل لدى الشركة لأنها تعالج أكبر التحديات في الذكاء الاصطناعي.

المصادر

تلفزيون العربي