إن إمكانيات موريتانيا الوفيرة في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الهوائية، إلى جانب موقعها الاستراتيجي وقربها من الأسواق الدولية مثل أوروبا، جعلت من البلد، سوقًا جذابة للغاية، للهيدروجين الأخضر. ومع تحول مقدمي رأس المال والتكنولوجيا العالميين اهتمامهم نحو السوق، فإن موريتانيا في وضع جيد لتصبح لاعبًا رئيسيًا في سوق الهيدروجين الأخضر العالمي.
تقرير جديد من وكالة الطاقة الدولية (IEA)، تم إطلاقه في مؤتمر MSGBC للنفط والغاز والطاقة 2023 في نوفمبر، يحدد ثلاث استراتيجيات رئيسية يمكن لموريتانيا اعتمادها لترسيخ نفسها كمركز رائد لتصدير الهيدروجين الأخضر.
شحن الأمونيا كتوزيع عالمي فعال من حيث التكلفة
وعلى الرغم من التكاليف المرتفعة المرتبطة بتحويل الهيدروجين إلى الأمونيا، فإن التكاليف الإجمالية لنقل الأمونيا - وخاصة عن طريق البحر - أقل بكثير مقارنة بتكاليف الهيدروجين السائل، مما يجعل الأمونيا وسيلة استراتيجية للتوزيع. إن الاستفادة من الأمونيا الخضراء كحامل للهيدروجين إلى الأسواق العالمية والمسافات الطويلة سيوفر لموريتانيا بديلاً فعالاً وآمنًا لتحقيق الدخل من الموارد وتوزيعها.
وفي الوقت نفسه، أصبحت التجارة الدولية للأمونيا متطورة بالفعل، مع وجود بنية تحتية راسخة وناضجة من الناحية التكنولوجية. ووفقا للتقرير، يمكن لنحو 150 محطة وميناء التعامل مع الأمونيا. ومع نمو سوق الهيدروجين الأخضر والأمونيا في موريتانيا، يصبح من الضروري تعزيز البنية التحتية للموانئ لدعم الصادرات. ومن خلال الاستثمارات الاستراتيجية في موانئ موريتانيا، أصبحت البلاد في وضع جيد لتزويد السوق العالمية.
التنافس عالمياً من خلال الحديد الأخضر
يمكن لموريتانيا الاستفادة من صناعة التعدين القوية وإمدادات الهيدروجين الأخضر المستقبلية لترسيخ مكانتها كمورد عالمي للحديد الأخضر. وفي عام 2022، حققت البلاد إنجازًا كبيرًا من خلال تصدير 13 مليون طن من خام الحديد، مما أدى إلى تحقيق إيرادات تبلغ حوالي 1.3 مليار دولار. إن تبني إنتاج الحديد الذي يعمل بالهيدروجين الأخضر يمثل فرصة كبيرة لخفض تكاليف التعدين مع تسهيل تصدير منتجات الحديد المكرر ذات القيمة الأعلى.
وفي الوقت الحالي، يتطلع كبار مستوردي الصلب مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى استيراد الحديد الإسفنجي من المناطق ذات الطاقات المنخفضة الكربون ومساحة لتطوير المشاريع واسعة النطاق. وفي هذا السيناريو، تتمتع موريتانيا بموقع استراتيجي يجعلها المورد المفضل.
تطوير خطوط الأنابيب: إنشاء روابط تصدير مباشرة إلى أوروبا
يوفر إنشاء خط أنابيب يربط موريتانيا بإسبانيا حلاً قابلاً للتطبيق لتصدير الهيدروجين إلى أوروبا. من خلال البنية التحتية لخطوط الأنابيب، سيكون لدى موريتانيا' ميزة تنافسية على الموردين المحتملين الآخرين - بما في ذلك ناميبيا والبرازيل وأستراليا - الذين من المتوقع أن يعتمدوا بشكل كبير على الشحن للتوزيع في المستقبل. تتقدم موريتانيا بالفعل نحو الاستفادة من خطوط الأنابيب لتصدير الهيدروجين الأخضر مع توقيع مطور الطاقة المتجددة Gaia Future Energy وشركة الطاقة Hydeal على صفقة لقيادة مشروع قادر على نقل مليون طن من موريتانيا والمغرب إلى أوروبا بحلول عام 2030 وما يصل إلى خمسة ملايين طن بحلول عام 2030. 2035.
E C P
ترجمة: باباه ولد عابدين - لمراسلون