بداية، أعتذر لساكنة مجتمعنا الأزرق عن التأخر في التفاعل معهم حول زيارة واشنطن، بسبب انشغالات مهنية في متابعة الأحداث.

ولأن قضاء الفوائت واجب، سأسجل هنا ملاحظات وانطباعات ومشاهدات لم تجد طريقها للنشر لأنها لا تنتمي لجنس الكواليس التي تستوجب ذلك، لكن واجبات الجيرة في هذا الفضاء تقتضي أن أشارككم إياها.

*لما ذا كنت هناك؟*
عرف عهد الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله رحمه الله – وكان دخولي عالم الصحافة المستقلة خلال ذلك العهد – سنة إشراك الصحفيين المستقلين في تغطية أسفار الرئيس الخارجية والداخلية، وفق آلية التناوب في تمثيل المؤسسات. وقد استمر الأمر في بداية مأمورية عزيز الأولى، حيث سافرت معه شخصيا إلى السنغال وبوركينافاسو، كما سافر معه العديد من الصحفيين إلى مناطق أخرى، وذلك قبل أن يتم إلغاء هذا العرف نهائيا خلال مأمورية عزيز الثانية، والراجح أن السبب هو عدم الارتياح لما  كانت الصحافة المستقلة تنشره عن تلك الرحلات.
وقبل فترة، قرر غزواني العودة لهذا العرف – الذي مثل دائما مطلبا للصحافة المستقلة – على الأقل في شقه المتعلق بالأسفار الخارجية، ونتمنى أن يتم إشراك الصحافة المستقلة في تغطية الرحلات الداخلية حتى يتمكن المتلقي من متابعة الحدث من زوايا مختلفة.

في إطار هذا "الاستحقاق الصحفي" شاركت ممثلا لوكالة الأخبار المستقلة في تغطية مشاركة الرئيس محمد ولد الغزواني والوفد المرافق له في قمة القادة الأمريكية الإفريقية، وذلك بعد أسفار شارك فيها زملاء من مؤسسات إعلامية مستقلة أخرى.
وقد انعقدت القمة في عاصمة القوة الأولى في العالم، وشارك فيها معظم قادة إفريقيا، مع جمع من ممثلي المؤسسات والمنظمات والشخصيات الفاعلة، وكانت القمة حدثا هاما من تلك الأحداث التي تتعدد فيها زوايا التناول بين المحلية والإقليمية والدولية، وتتنوع المواضيع، وتتزاحم الأحاديث والتصريحات وتتعدد اللقاءات رسمية وغير رسمية، معلنة وخفية.

بعد هذا التمهيد، الذي رأيت أنه قد يكون مفيدا رغم خشيتي من الإطالة، أعود إلى الملاحظات والانطباعات والمشاهدات التي وعدت بتدوينها:

*أبرز محام ومسوق*
خلال لقاء الرئيس غزواني مع رئيسة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، حرصت هذه السيدة على تمرير رسالة إيجابية عن الخبير الاقتصادي والوزير الأول السابق الزين ولد زيدان في سياق حديثها مع غزواني، حيث أثنت على خبرته ووصفته بأنه أبرز محام ومسوق لموريتانيا ومعرف بها في دهاليز المنظمة المالية الدولية.

لقاء لم يت
رغم البرنامج المشحون  أُلغي لقاء وحيد كان مبرمجا بين الرئيس محمد ولد الغزواني ووزير الطاقة الأمريكي،في مقر انعقاد القمة و التقى في النهاية مع وزير الطاقة عبد السلام ولد محمد صالح في مقر وزارته   

وزير جاد
 نوه غزواني خلال لقائه مع ممثلي الجالية الموريتانية بوزير الصحة السابق نذير ولد حامد، فقد وصفه بـ"الوزير الجدي"، وذلك في سياق حديثه عن مشكلة مستشفى كوبا في نواذيبو. الرئيس قال إن بعثة تفتيش أرسلها وزير الصحة – وهو حينها نذير حامد وهو  شخص جدي – أظهرت عدم صلاحية الأجهزة المستخدمة في هذا المستشفى، منوها بأن وزارة الصحة خلصت إلى دمجه مع المستشفى الآخر، لكنه تدخل لاحقا وأمر بإبقائه رغم تلك التقارير لأنه لا يريد أن يرد طلبا لأهل نواذيبو، الذين طالبوا بإبقاء المستشفى، متحدثا عن قرب استئنافه لعمله.

تراجع الدور
 عن المنطقة الحرة في نواذيبو، قال غزواني إن الهدف من المناطق الحرة هو جلب المستثمرين وذلك يتطلب أولا توفير البنى التحتية والماء والكهرباء وأن هذا لم يراع قبل إعلانها، والنتيجة أنها تخلت عن الأدوار الكبيرة المطلوبة منها (جلب المستثمرين) وانشغلت بمنازعة البلدية صلاحياتها وتسويق القطع الأرضية، متحدثا عن مساع لاستعادة أدوارها الأصلية مؤكدا أنه سيتم توفير الماء والكهرباء بكميات كافية قبل نهاية 2023.

القوة الشرائية
تعليقا على المداخلة المتميزة التي قدمها البروفسير الشيخ أحمد أبو المعالي، رد الرئيس بأن الخدمات الصحية في أمريكا ليبرالية بشكل كامل، واستقدامها إلى موريتانيا بالمواصفات والشروط الأمريكية قد لا يؤدي الدور المطلوب منه بسبب عامل القوة الشرائية في البلاد ولأن الدولة ليس من مهمتها ذلك، مثنيا على مداخلة الدكتور وعلى كفاءة ووطنية أفراد الجالية.
 
 *الصحفي المدير*
الزميل الموفد من الوكالة الموريتانية للأنباء خرج من الفندق لغرض ما فصادف الشباب الذي احتجوا أمام الفندق، حيث تبعوه وهم يرددون شعارات تصفه بالمدير وتتهمه بالفساد وتبديد ممتلكات الشعب، وهو الذي لم يتول تسيير أي مرفق عمومي ولا خصوصي، وعلى سبيل التندر منحه الزملاء لقب "المدير الفاسد" خلال بقية فعاليات القمة.

*طاقم شبابي متميز* 
طاقم السفارة طاقم شبابي متميز كفاءة وأخلاقا، ومن المريح أن أغلبهم دخل السلك الدبلوماسي عبر مسابقة، وقد سألت أحدهم عن متى تم تحويلهم فقال إنه تم تحويلهم سنة 2020. 

*مركز إسلامي*
طالب اغلب ممثلي الجالية بفتح مركز إسلامي يدرس علوم المحظرة لأبناء الجالية ويعرف بالبلد وتقدموا للرئيس بوثائق ترخيص المركز متحدثين عن أهميته للتعريف بالبلد.

———
الصورة مع الوزير الأول السابق مبنى صندوق النقد الدولي 

نقلا عن صفحة الهيبة ولد الشيخ سيداتي