نستعرض ذلك ونبدأ مع الدولار الأميركي الذي ما إن تحرك بقوة حتى قلب الوضع رأسا على عقب.

إذن، ارتفع الدولار منذ بداية العام بحوالي 15 في المئة وذلك بفضل التغيير الكبير الذي حصل في السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي بعد رفع معدلات الفائدة في الأشهر الأخيرة وآخرها الأربعاء الماضي بمقدار 75 نقطة أساس وللمرة الرابعة على التوالي، لتصل إلى نطاق 3.75 في المئة و4 في المئة.

في مقابل ذلك، نرى المعدن الأصفر هو الأكثر تأثرا بحركة الدولار، فمقابل صعود 15 في المئة للعملة الخضراء هناك تراجع بحوالي 8.5 في المئة وهذا يدل على الضغط الكبير القادم من صعود الدولار، فحتى الآن نسبة تراجع الذهب تقترب من نصف نسبة صعود الدولار.

 

بالنسبة إلى السوق الأميركي ومؤشراته الأكثر متابعة.. نبدأ بمؤشر ستاندرد آند بورز 500 الذي تراجع بأكثر من 20 في المئة، أما مؤشر داو جونز الصناعي الذي يضم 30 شركة فهو الآخر متراجع بأكثر من 10 في المئة ويشكل التراجع تقريبا نصف خسارة المؤشر الرئيسي.

نصل الآن إلى مؤشر ناسداك المركب، الخسارة كبيرة جدا وهي تقدر بأكثر من 33 في المئة وتعادل 3 أمثال خسارة الداو جونز وذلك بسبب التأثير الكبير لرفع معدلات الفائدة على كبرى شركات التكنولوجيا العملاقة التي تعتمد بشكل كبير على الاستدانة لدعم توسعاتها المستقبلية.

ونرى أثر ذلك كبيرا على شركات مثل أمازون التي فقد سهمها تقريبا نصف قيمته منذ بداية العام وأيضا ألفابت الشركة الأم لغوغل التي فقد سهمها هو الآخر 40 في المئة، أما مايكروسوفت التي دائما كانت تنافس آبل على لقب أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية فلم تكن بعيدة عن التراجعات، إذ سجل سهمها هبوطا بنسبة 34 في المئة منذ بداية العام.

أما سهم آبل فكان الأقل تراجعا بين العمالقة مع 22 في المئة منذ بداية العام.

ولكن الضربة الكبيرة تلقاها سهم ميتا مع تراجع وصل إلى 73 في المئة، وبالإضافة إلى رفع معدلات الفائدة، تأتي أيضا المتاعب من مشروع ميتافيرس الذي أدى إلى انهيار ثروة مارك زوكربيرغ بحوالي 100 مليار دولار خلال سنة واحدة فقط وكان الخاسر الأكبر بامتياز بين أصحاب المليارات.

ونصل أخيرا إلى أسعار النفط حيث يسجل سعر خام برنت ارتفاعا بحوالي 26 في المئة منذ بداية العام، أما خام غرب تكساس الوسيط WTI والمعتمد ببورصة نيويورك فهو على ارتفاع بنسبة 22 في المئة.