قال رئيس حزب الاتحاد من والتغيير الموريتاني "حاتم" إن القيادة الجديدة في البلاد تبنت محاربة الفساد وأنجزت فيها، مردفا أن "إثارة ملف العشرية وما تلاه من إجراءات شجاعة ضد المفسدين تعتبر محطة جديرة بالتوقف عندها ووضعها في سياقها الصحيح باعتبار أن لها قصب السبق، إذ لا تنمية مع الفساد".
ورأى ولد حننا خلال خطاب ألقاه مساء اليوم في احتفالية للحزب بمناسبة الذكرى 16 لترخيصه أن "إلغاء صفقة ميناء الصداقة مع شركة مشبوهة بخصوص خدمات إرساء السفن قبل أيام، وإقالة عشرة موظفين متهمين بالتحايل على قطع أرضية، ومتابعة التحقيق في القضيتين يعتبران مثالين صارخين على جدية النظام وحزمه في هذا المسعى".
ولفت ولد حننا إلى أن البلاد عاشت منذ تولي الرئيس محمد ولد الغزواني السلطة "تطبيعا للحالة السياسية وهدوءا في الملعب السياسي"، مؤكدا أن البلاد كانت "في أمس الحاجة إليه مع مسحة أخلاقية افتقدناها ردحا من الزمن".
وأكد ولد حننا تطلع حزبه لأن "يتوج ذلك قريبا بالتشاور السياسي الوشيك والذي لا شك أنه سيكون فرصة لتصحيح اختلالات المسار الانتخابي الذي هو أساس العملية الديمقراطية، وتدارس قضايا وطنية جديرة بالتمحيص والبحث والدراسة".
وشدد ولد حننا على أن ما يعرفه الإقليم و العالم اليوم من عدم استقرار يبعث على القلق، وهو ما يتطلب الحرص بكل مسؤولية على تقوية اللحمة الوطنية والسعي لتخفيف انعكاسات تلك الأوضاع على البلد والمناطق الحدودية خاصة في سنة ميزها جفاف كبير في معظم الولايات الحدودية.
ودعا ولد حننا الجميع للوعي بأهمية المؤسسة العسكرية، والعمل على "تطويرها باضطراد والنأي بها عن التجاذبات السياسية باعتبارها صمام الأمان الوحيد لكينونة الدولة وحفظ استقرارها".
كما ذكر ولد حننا بضرورة الاهتمام بمتقاعدي المؤسسة العسكرية "باعتبارهم احتياطا بشريا مهما وخبرات مفيدة ضحى أصحابها بشبابهم من أجل هذا الوطن الغالي وما زال من الممكن والوارد الاستفادة منهم".
وأشار ولد حننا إلى أن المجتمع الموريتاني "يعاني من مخلفات الاسترقاق، وطبقية مقيتة تتنافى كليا مع مبادئ ديننا الحنيف وكل القيم الفاضلة"، مضيفا أنه "آن لنا أن نعمل يدا بيد لتجاوزها وبعث روح المساواة التي لا فضل لعربي فيها على أعجمي إلا بالتقوى".
وخاطب ولد حننا حضور التظاهرة الاحتفالية في دار الشباب قائلا: "إن التحديات كبيرة ومتعددة لكننا بوحدتنا وإرادتنا قادرون إن شاء الله على تذليلها وبناء دولة العدل والمواطنة التي تسع الجميع".
وتوقف ولد حننا مع ما عرفت البلاد خلال السنتين الأخيرتين كغيرها من وقع جائحة كوفيد 19، معتبرا أنه رغم تأثيرها الكارثي في كثير من بقاع العالم كانت موريتانيا "الأقل تضررا بعون من الله وبفضل منه ولما بذلته الدولة من جهود في الوقاية والعلاج ومؤازرة المستضعفين".
وأشار إلى أن اكراهات الجائحة وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية والصحية كانت جلية في تباطؤ إنجاز التعهدات، "وذلك أمر طبيعي نتوقعه ونأمل أن يتم تعويضه بعد التراجع الملحوظ في الجائحة في الأسابيع الأخيرة".
وأعلن ولد حننا في ختام التظاهرة عن بدأ حملة الانتساب للحزب تحضيرا لمؤتمره الثالث.
