الدكتور : اسماعيل لطفي رئيس جامعة جالا في تايلاند يفجر مفاجأة
(جامعة "جالا" تأسست بنفقة من بائع " سواك " في الرياض اسمه عبد الله البحصلي من ٤٠ عام ) .
صاحب الصورة دكتور اسماعيل لطفي فطاني رئيس جامعة جالا و من رواد الدعوة في دولة " تايلاند " و لا تكاد تجد أحدا يعمل في الدعوة إلا و يعرفه ، و يعرف أثره في الدعوة في تايلاند و في المؤتمرات العالمية ، من الدعاة النادرين ، و قد تشرفت بلقائه بمكة المكرمة شرفها الله ، رجل يأسرك بتواضعه و علمه و أدبه حفظه الله و نفع به البلاد و العباد.
بدأت القصة حينما كان الدكتور إسماعيل طالبا بجامعة الإمام في الرياض، و كان يصلي في مسجد في منطقة " البطحاء " ، و حينما يخرج من باب المسجد يجد رجلا عجوزا اسمه " عبد الله البحصلي " ، و كان الرجل كل يوم في صلاة الظهر يسلم على دكتور اسماعيل و يقول له : " يا إسماعيل لا زم تبني مدرسة في تايلاند " ، و كان العجوز لا يمل من تكرار هذه الكلمة على مسامع الدكتور إسماعيل حفظه الله ، حتى ضج الدكتور و قرر أنه سيخرج من الباب الآخر للمسجد حتى يستريح قليلا من إلحاح العجوز الذي لا يتوقف أبدا ، تمر الأيام و ينوي الدكتور إسماعيل أن يرجع إلى بلده ، و يذهب هذه المره كي يودع عم عبد الله البحصلي ، و يقول له أنه سيسافر ، فإذا بالعجوز ينتفض و يمسك ذراع دكتور إسماعيل بقوة و يقول : لا تسافر قبل أن تمر على في البيت ، و يلح بشدة على الدكتور ، فوعده و افترقا ، و قبل السفر بيوم ذهب الدكتور إسماعيل لعم عبد الله كي يسلم عليه و توقع أنه سيعطيه حزمة " سواك " كي يوزعها على المسلمين في تايلاند ، و لما دخل عليه وجد الرجل يلتفت يمنة و يسرة ثم يخرج من جيبه مبلغ ٣٠ ألف ريال ، و يقول له : هذه في ذمتك يا إسماعيل ، ابني مدرسة يا ولدي ، هذه من ذمتي في ذمتك الآن ، و افترق الرجلان ، و رجع دكتور إسماعيل و أسس أكبر جامعة إسلامية في تايلاند جامعة " جالا " التي يبلغ عدد طلابها الآن ٨ آلاف طالب ، و على مدار أكثر من ثلاثين عاما يدرس فيها الطلبة و الطالبات و يتخرجون كل عام ، مات العم : عبد الله البحصلي و لم يمت اسمه و لا أجره إن شاء الله تعالى ، مكتوب علي حجر الأساس في الجامعة إلى الآن " تم إنشاء هذه الجامعة على نفقة " عبد الله البحصلي " .
أناس كان بينهم و بين ربهم حال خاص ، فلربما كانت هذه النقود هي كل ما يملكه العجوز ، لكنه اشترى ما عند الله ، و أظنه لم يكن يحلم أن تنفع هذه النفقة بهذا الشكل ، لكنه الإخلاص الذي لا يعلم قدره إلا من خلقه في سويداء قلوب الصالحين.
رحم الله العم عبد الله و رزقنا قلبا مثل قلبه ، و أثرا مثل أثره