المركزالموريتاني لقياس الرأي العام ( نواكشوط ) : قال والد أحد الشابين الألمانيين، اللذين رحلتهما السلطات المصرية أخيرا، إن ابنه يشعر بالصدمة وإنه "ضرب في مقتل وتم تدمير مستقبله" باتهامه بأنه انضم لتنظيم الدولة الإسلامية قبل ترحيله وبعد إيقافه واحتجازه والتحقيق معه.
ورحلت السلطات المصرية محمود عمرو عبدالعزيز فجر الجمعة وقامت بترحيل الشاب الاخر ويدعى عيسى الصباغ بعدما قالت إنهما حاولا الانضمام لتنظيم مسلح ينشط في سيناء.
وأضاف الوالد في إتصال هاتفي مع بي بي سي من القاهرة قبل سفره لألمانيا أنه سيلجأ للقضاء المصري والألماني على السواء لتبرئة إبنه من تلك الاتهامات وكذلك "لاستعادة جنسيته المصرية التي انتزعت عنه كشرط لترحيله".
وقال "الجنسية ليست منحة من أحد كي يأخذها وقتما يريد، وانتزاعها لابد وأن يخضع لإجراءات "، نافيا بشدة ما وجهته السلطات المصرية لابنه من اتهامات بالإنتماء لتنظيم الدولة.
وأضاف "ابني ليس له أي نشاط سياسي أو أي نشاط على فيسبوك أو شئ من هذا القبيل أو اي ارتباطات بأي تنظيمات نسبت إليه.. كل القصة إنه يدرس في السعودية وذقنه كانت طويلة نسبيا."
- وأشار إلى أن السلطات الألمانية احتجزت جواز سفر ابنه في إطار تحقيقات تجريها معه منذ عودته من القاهرة لكن الابن مع الأسرة في الوقت الحالي لكنه شكا من أن" وسائل إعلام ألمانية باتت تطرح أسئلة بشأن إنتماء محمود من عدمه لتنظيمات مسلحة مما أثر بشدة على حالته النفسيه وصورته وإحتمال عودته للسعودية لاستناف منحته الدراسية."
وكان مصدر أمني مصر قال في تصريح صحفي في ذلك الحين "توافرت لدينا معلومات بأن محمود عزت، وهو طالب بالجامعة الإسلامية بالسعودية، يحاول الانضمام للعناصر الإرهابية الموجودة في سيناء".
لكن الشاب قال بعد عودته : "تم إجباري على تسجيل اعترافات غير صحيحة".
لكن وعقب وصوله الآراضي الألمانية نفى الشاب المرحل محمود عبد العزيز، 24 عاما، في شريط فيديو نشره على حسابه على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك الانتماء إلى أي تنظيم مسلح.
وأضاف أن جهاز الأمن المصري أجبره على تصوير فيديو "وأنا أرفض وأنفي جميع ما قلته في هذا الفيديو".
وقال "أنا طالب وأتمنى استكمال المنحة الدراسية التي حصلت عليها بصعوبة وبعد انتظار طويل."
وقال عبد العزيز إنه سافر إلى مصر في السابع والعشرين من ديسمبر/كانون الأول الماضي لزيارة جده المريض وجدته مضيفا " أنفي انتمائي لأي حزب من الأحزاب ولأي فرقة من الفرق وعلى وجه الخصوص أنا أبعد الناس عن الدواعش".
خرائط
ورحلت السلطات المصرية صباح الاثنين شابا ألمانيا ثانيا، من أصل مصري أيضا، يبلغ من العمر ثمانية عشرة على خلفية الاتهام ذاته.
وظهر الشاب ويدعى عيسى إبراهيم الصباغ في صورة فوتوغرافية عند نقطة تفتيش داخل المطار قبل ترحيله.
وقالت مصادر أمنية سلفا إنه تم ضبط الصباغ بمطار الأقصر جنوب البلاد الشهر الماضي وبحوزته خرائط لمحافظة شمال سيناء.
وأضاف المصدر أنه تقرر ترحيله لبلد جنسيته، بالتنسيق مع السفارة الألمانية، وبعد تنازله عن جنسيته المصرية، نظرا لعدم ارتكابه إحدى الجرائم المنصوص عليها قانونا.
وبحسب مصادر أمنية مصرية، كان الصباغ وصل البلاد قادما من ألمانيا عبر مطار الأقصر الجوي، "وتبين -اقتناعه- بمفاهيم تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي في ألمانيا وارتباطه إلكترونيا ببعض عناصره هناك، وقدومه إلى مصر بغرض الانضمام إلى صفوف العناصر الإرهابية في شمال سيناء".
وأشارت المصادر إلى أنه تم اعداد إجراءات ترحيله إلى بلد الجنسية، بعدما اتضح أن والده وافق في ٢٠٠٧ على اكتسابه الجنسية الألمانية مع عدم الاحتفاظ بالجنسية المصرية، وسريان ذلك عليه بالتبعية لوالده.
"حق سيادي"
ويقول العميد خالد عكاشة الخبير الأمني وعضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب إن قرار السلطات المصرية بإيقاف الشابين والتحقيق معهما وترحيلهما "حق سيادي بإمتياز لكل الدول كما هو حق للدولة المصرية".
وأضاف عكاشة لبي بي سي أنه " لابد وأنه لدى الاجهزة المصرية معلومات عن نشاطاتهما في أماكن ليست على الاراضي المصرية وأنهما على اتصال بتنظيمات إرهابية خارج مصر ولهذا قررت نزع الجنسية وقامت بترحيلها لإنهما لم يرتكبا جرما على الأراضي المصرية وتفاديا لأي تواصل محتمل لهما مع تنظيمات إرهابية محلية. "