جميع تحركاتك مراقبة.. وثائقي مرعب يكشف انتهاك التكنولوجيا لخصوصية البشر

4. فبراير 2021 - 18:45

بماذا ستشعر لو أنك مراقب بكاميرات طائرة تحلق فوقك على مدار اليوم؟.. هذا ليس مشهدا من فيلم خيال علمي، وإنما واقعة حقيقية حدثت في مدينة بالتيمور بولاية ميريلاند الأميركية كشفها الفيلم الوثائقي "جميع الأضواء، في كل مكان" (All Light, Everywhere)، والذي يتناول قضية تبعات التكنولوجيا المتقدمة وانعكاساتها على خصوصية الحياة البشرية.

وفي التقرير الذي نشره موقع "ديلي بيست" (TheDailyBeast) الأميركي، قالت الكاتبة، ناتاليا وينكلمان، إن هذا الفيلم الوثائقي المثير للجدل، يصور في ذروة أحداثه مشهد رجل أعمال أبيض بصدد رئاسة اجتماع في بالتيمور، حيث يعرض على مجموعة أشخاص ملوني البشرة خطته للحد من الجريمة في المدينة.

تعتمد الخطة على استخدام جهاز يقترحه على الحضور، وهو طائرة تجسس تحمل مجموعة من الكاميرات، يمكنها التحليق فوق المناطق الحضرية والتقاط صور لحظة بلحظة، بزعم أن هذه المبادرة ستكون رادعا للمجرمين المحتملين خاصة أنهم سيدركون أنهم مراقبون.

وقالت الكاتبة إننا نجد هذه اللقطات المقلقة في جميع أنحاء الفيلم، حيث يسلط المخرج ثيو أنتوني الضوء على كيفية تحول البلدة إلى دولة مراقبة بسبب التكنولوجيا الحديثة، وهي النقطة نفسها التي أثارها في فيلمه السابق "رات فيلم" (Rat Filam). وغالبًا ما يركز فيلمه الوثائقي على بالتيمور، حيث يهدد العديد من البرامج الحكومية الجديدة سلامة السكان وخصوصيتهم.

عُرض الفيلم المثير للاهتمام لأول مرة في مهرجان صندانس السينمائي (Sundance Film Festival) بالولايات المتحدة، ويسعى لخلق صورة موسعة عن مخاطر التكنولوجيا المتقدمة.

تعرضت الكاتبة إلى إحدى اللقطات الأكثر إثارة للقلق والتي تدور أحداثها في المقر الرئيسي لشركة "أكسن" المختصة في تطوير منتجات تقنية وأسلحة من شأنها أن تساعد في فرض تطبيق القانون.

ومن خلال الفيلم، يقود المتحدثُ المخرج أنتوني إلى داخل مبنى الشركة، حيث يتجمع العمال والآلات المصنّعة لمسدسات الصعق الكهربائي وكاميرات الجسم وغيرها من الأدوات التي تستعملها الشرطة.

في هذا الإطار، يوضّح المسؤول في شركة "أكسن" كيفية التصاق السلاح بجلد الضحية أو ملابسه لصعقه. كما يتحدث هذا المسؤول بحماس ولا سيما أنه الشخصية التي ركّز عليها الفيلم لإضفاء الطرافة وبعض الفكاهة من خلال ما يبدو عليه من غرابة وتناقض في بعض الأحيان.

كاميرات الجسد
تتقاطع هذه اللقطات المصورة في مقر شركة "أكسن" مع جلسة تدريب للشرطة في بالتيمور، حيث يتعلم الضباط كيفية استخدام تقنية كاميرا الجسم الجديدة التي تروّج لها الشركة نفسها. فضلا عن ذلك، استغل المخرج تجهيز الشرطة بهذه الأجهزة، ووظّف لقطات بالصوت والصورة باعتماد كاميرا للجسم لشرح أن الكاميرات ليست "العين التي ترى كل شيء"، لكنها بالأحرى تقدّم نظرة ذاتية من جانب واحد.

يظهر الفيلم بوضوح أن كاميرات الجسد مصممة بالفعل لتبرئة الشرطة. وفي هذا السياق، قال المسؤول التنفيذي في أكسن موضحا سبب قيام فريقه بالحد من جودة عدسة كاميرا الجسم "نريد محاكاة ما يمكن أن تراه العين البشرية. في المقابل، لا يمكن أن نذهب إلى أبعد من ذلك، لرؤية أشياء من الممكن أن تهم هيئة المحلفين".

اعلان
وأضاف المسؤول أن "الفيديو كان يصور مسدسا يتضح بعد التثبت أنه رشاش مياه وليس مسدسًا حقيقيًا. ومن جهته، لا يستطيع الشرطي رؤية ذلك، حيث يظهر له من بعيد أن المسدس يشكل خطرا حقيقيا، لذلك نحن نريد أن نشاهد ما يراه".

وأشارت الكاتبة إلى أن أنتوني يستشهد ببعض الأحداث السابقة لتوضيح وجهة نظره، موضحًا كيفية تثبيت كاميرات الأفلام على الأسلحة.

ويوضح المخرج التسلسل التاريخي لتطوير جهاز للتصوير الزمني لالتقاط الصور المتحركة، الذي يسمى "مسدس يانسن"، وذلك في أواخر القرن التاسع عشر. وتشير تسمية الاختراع إلى صاحبه الذي استلهم تصميم الجهاز من الأسطوانة الدوارة للمسدس.

وتظهر في نهاية الفيلم الوثائقي، معلومات مكتوبة تشير إلى أنه في ديسمبر/كانون الأول عام 2019، بدأت إدارة شرطة بالتيمور برنامجا تجريبيا للمراقبة الجوية لمدة 6 أشهر، مما يجعلها أول مدينة أميركية تستخدم كاميرا التجسس لردع الجرائم العنيفة، على الرغم من الاحتجاجات المناهضة لها.

المصدر : الصحافة الأميركية

استطلاع رأي

اختر مرشحك المفضل في 29 مايو
محمد الشيخ الغزواني
89%
محمد الأمين المرتجي الوافي
0%
حمادي سيدي المختار محمد عبدي
7%
أوتوما انتوان سلیمان سوماري
4%
مامادو بوكار با
0%
العيد محمدن امبارك
0%
برام الداه اعبيد
0%
مجموع الأصوات : 27

ghalleryy