يمثل غياب مؤسسات قياس الرأي العام من أي ديمقراطية نقص يستوجب من الدولة التدخل المباشر لتاسيس مؤسسات قياس كما حدث في اكبر الديمقرطيات عندما قام الكونجرس الامريكي نهاية الستينيات بالتعاون مع جمعية الاشهارين بتاسيس اول لبنة لقياس الرأي في اميريكا .(1)
لا يمكن التخفيف من غياب مؤسسات قياس الرأي العام لأن وجودها يمثل في حد ذاته مشاركة وان كانت غير مباشرة من خلال الاستطلاعات والمسوح الاستبيانية ، كما انها دليلا لابدمنه لصانع القرار يسترشد بها عندما يحتاج اليه .
وتأتي أهمية وجود مؤسسات قياس الرأي العام من كونها صمام أمان أمني ضد تسرب أي معلومات أمنية أثناء أي استطلاعات تقوم بها جهات أجنبية أو غير مأمؤنة الجانب . لقد عرفت بلادنا منظمات أجنبية تستتر تحت رداء الديمقراطية أو استطلاعات الرأي لأهداف تتعارض مع المصالح العليا للبلد وأهله .
وفي الأخير يبقى على الدولة أن تدعم بشكل ملموس مؤسسات وطنية لقياس الرأي العام من أجل تلافي المخاطر التي يحدثها عدم وجود قياس رأي عام وطني واضح الأهداف والغايات لايقبل أي مزايدة على وطنه وأمته.
