نشرت دراسة جديدة في دورية نيتشر (Nature) بتاريخ 27 يناير/كانون الثاني الجاري، حيث يقترح فريق بقيادة عالم الزلازل ماثيو أجيوس من جامعة ساوثامبتون (University of Southampton) البريطانية أن يكون لحواف منتصف المحيط -التكوينات الجبلية التي تظهر على طول قاع البحر بين الصفائح التكتونية- دور هام ورئيسي في عملية نقل المواد تحت قشرة الأرض ما بين الوشاح العلوي والوشاح السفلي.
حركة الصفائح التكتونية
تشبه التضاريس في قاع المحيط التضاريس التي نعرفها على اليابسة من حيث الوديان والتلال والسهول والبراكين أيضا. وتعتبر منظومة سلسلة جبال المحيطات من أبرز هذه التضاريس.
ويطلق على جبال قاع المحيط الأطلسي، والتي تمتد على طول قاع المحيط، تسمية أعراف الأطلسي وهي عبارة عن حد تباعدي ما بين الصفائح التكتونية التي تطفو فوقها القارات.
ووفق تقرير نشر على موقع ساينس ألرت (Science Alert) فقد استطاع فريق أجيوس إثبات دور هذه السلاسل الجبلية في حركة الصفائح التكتونية التي تعتبر حدودها موقعا رئيسيا للزلازل والبراكين.
تدفق المواد بمنطقة الوشاح الانتقالية تلعب دورا هاما في الحفاظ على توازن طبقات الأرض (جامعة ساوثامبتون – يوريك ألرت)
وبهدف تسجيل الهزات الزلزالية تحت سلسلة جبال وسط المحيط الأطلسي تلك، التي تفصل حدود التلال الصفائح التكتونية الخاصة بالأميركتين عن الصفائح التكتونية لقارتي أوروبا وأفريقيا، نشر الباحثون 39 مقياسا للزلازل.
وقد رصدت القراءات الزلزالية المسجلة بالتجربة تدفق المواد في منطقة الوشاح الانتقالية، التي تلعب دورا هما في الحفاظ على توازن طبقات الأرض من حيث منع الانتقال السريع ما بين الوشاح العلوي والوشاح السفلي، وتقع هذه المنطقة على عمق يتراوح بين 410 و660 كيلومترا.
اتساع الأطلسي على حساب الهادي
وهكذا تمكن الفريق من رصد عملية نقل المواد على أعماق تصل إلى 660 كيلومترا تحت السطح. وأظهرت النتائج أن عملية النقل هذه ما بين طبقتي الوشاح لا تقتصر على الأعماق الضحلة في سلسلة جبال وسط المحيط الأطلسي، ولكن يمكن أن تظهر في أعمق مناطق الوشاح الانتقالية أيضا، مما يشير إلى أن المواد ترتفع من الوشاح السفلي إلى الأعلى بالفعل.
تنفصل الصفائح الموجودة أسفل الأميركتين عن تلك الموجودة تحت أوروبا وأفريقيا (هيئة المساحة الجيولوجية الأميركية)
ويقدر العلماء أن المحيط الأطلسي يتسع بمقدار عدة سنتيمترات سنويا بشكل مترافق مع تقلص المحيط الهادي. وقد أرجع الباحثون هذا التحول البطيء في المحيطات إلى الحركة المستمرة لصفائح الأرض التكتونية. حيث تنفصل الصفائح الموجودة أسفل الأميركتين عن تلك الموجودة تحت أوروبا وأفريقيا. ولم يتمكن العلم حتى الآن من تحديد القوى الجيوفيزيائية العميقة التي تبنى عليها هذه الظاهرة الملحمية.
ويأمل فريق أجيوس أن يكون قد قدم تقييما جيدا لأحد العوامل المهمة التي تلعب دورا هاما في حركة الصفائح التكتونية، مما يدحض الافتراضات السابقة القائمة على تهميش دور جبال المحيطات في حركة الصفائح التكتونية.
المصدر : الصحافة الأسترالية + الصحافة الأميركية