أعلن تطبيق "واتساب" التابع لشركة فيسبوك، الجمعة 15 يناير/كانون الثاني 2021، تأجيل التحديث الجديد الذي أطلقه مؤخراً، والذي يرتبط بالأعمال، إضافة إلى التراجع عن حذف حسابات المستخدمين، وذلك بعد ورود ردود فعل عنيفة من الملايين منهم عبر العالم بشأن ممارسات الشركة المتعلقة بمشاركة البيانات، وفق ما أورده بيان لـ"واتساب".
وبحسب التعديلات الجديدة المؤجلة، كانت شركة فيسبوك ستجبر مستخدميها الذين يقدر عددهم بنحو مليارين، على مشاركة بعض بياناتهم الشخصية مع الأنظمة الأساسية الأخرى للمجموعة، لا سيما في إطار شراكات فيسبوك التجارية.
ويمثل التأجيل انتكاسة لخطة واتساب لجلب إيرادات من خلال تيسير التبادلات التجارية على تطبيق التراسل الذي استحوذت عليه فيسبوك مقابل 19 مليار دولار في 2014، لكنه بطيء في تحقيق أرباح.
في البيان نفسه، قالت واتساب، إنه لن يعود بمقدور المستخدمين مراجعة شروطه المحدثة والموافقة عليها بحلول الثامن من فبراير/شباط، وإلا فسيجري وقف حساباتهم أو حذفها بحلول هذا الموعد.
هذا التعديل جاء بعد أن هاجم مدافعون عن الخصوصية تغييرات واتساب، مشيرين إلى ما يقولون إنه سجلٌّ غير جيد لـ"فيسبوك" في دعم مصالح المستخدمين عند التعامل مع بياناتهم، واقترح كثير منهم على المستخدمين الانتقال إلى منصات أخرى.
نزوح نحو تطبيق منافس
منذ إعلان منافِسته "واتساب"، الأسبوع الماضي، عزمها تشارًك مزيد من البيانات مع الشبكة الأمّ "فيسبوك"، تصدَّر تطبيق سيغنال (Signal) للمراسلة قائمة التطبيقات الأكثر تحميلاً على متجري "آبل ستور" و"جوجل بلاي" في بلدان عدة حول العالم.
منذ إبداء مستخدمين كثر لـ"واتساب"، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، نيتهم النزوح إلى سيغنال، على غرار رئيس "تيسلا" إيلون ماسك، يتربع التطبيق المجاني على رأس قائمة التطبيقات الأكثر تحميلاً في الهند وألمانيا وفرنسا وأيضاً في هونغ كونغ، وفقاً لما ذكرته "سيغنال" عبر "تويتر".
لاستقطاب مزيد من المستخدمين الجدد، نشر "سيغنال" شرحاً مبسطاً لقواعد استخدام التطبيق؛ لمساعدتهم على نقل محادثاتهم بسهولة من تطبيق آخر للمراسلة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
إلا أن الإقبال المستجد على التطبيق تسبب بمشكلات تقنية يومي الخميس والجمعة الماضيين. وأوضحت "سيغنال"، أن "رموز التحقق تتأخر حالياً (…) لأن كثيرين يحاولون الانضمام إلى تطبيق سيغنال في الوقت الراهن".
يأتي هذا الإقبال الكثيف على تطبيق سينغال بعدما واجهت "واتساب" انتقادات واسعة إثر طلبها من مستخدميها، البالغ عددهم نحو مليارين حول العالم، الموافقة على شروط استخدام جديدة، تتيح لها تشارُك مزيد من البيانات مع "فيسبوك" المالكة للتطبيق.
سيُمنع المستخدمون الذين يرفضون الموافقة على الشروط الجديدة، من استعمال حساباتهم على "واتساب" اعتباراً من الثامن من شباط/فبراير 2021.
وتسعى "واتساب" إلى تحقيق إيرادات نقدية، عبر السماح للمعلنين بالتواصل مع زبائنهم عن طريق التطبيق، أو حتى بيع منتجاتهم مباشرة عبر المنصة، وهو ما بدأت الشبكة العمل به في الهند.
في هذا السياق، لفتت الشركة إلى أن البيانات التي قد يجري تشاركها بين "واتساب" ومنظومة تطبيقات "فيسبوك" (بينها إنستغرام وماسنجر)، تشمل جهات الاتصال ومعلومات الملف الشخصي، لكنها لا تطال مضمون الرسائل التي تبقى مشفرة.