أعلنت شركة "فيسبوك" عن تشكيل "محكمة عليا" خاصة بها، من شأنها النظر في القضايا الإشكالية والخلافية التي يثيرها محتواه، ولها صلاحية الطعن في قرارات رئيس الشبكة مارك زوكربيرغ بشأن مسألة مطابقة المضامين المنشورة للمعايير المطلوبة.
وتضم المحكمة هيئة مؤلفة من 40 شخصاً مستقلاً، لاتخاذ القرار النهائي في القضايا المثيرة للجدل على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وتتيح للمستخدمين الذين يشتكون من تعامل المنصة الرقمية تجاه محتواهم "كالحذف والتعليق"، نقل الأمر إلى الهيئة من خلال عملية استئناف داخلية.
وأوضح مارك زوكربرج، الرئيس التنفيذي لشركة "فيسبوك" أنه " إذا ما عارض أحدهم قراراً اتخذناه، يمكنه في بادئ الأمر التوجه إلينا، وقريباً سيكون في وسعه أيضاً اللجوء إلى هذه اللجنة المستقلة"، وأكد أن "قرار اللجنة سيكون ملزماً، حتى لو كان أحدهم من شركة فيسبوك، ويشمله القرار هو شخصياً".
وليس واضحاً متى تبدأ الهيئة المستقلة عملها، لكن الموقع أكد أنها ستباشر عملها متى تشكلت، حيث تم توظيف 11 شخصاً من أعضاء الهيئة، بينهم صحفيين ومحامين وقضاة سابقين.
وتنحصر مهمة "المحكمة العليا" بالمحتوى فقط، إلا أنه من المحتمل أن تنظر في قضايا أخرى مثل الانتخابات المرتقبة في الولايات المتحدة وبريطانيا.
وتعمل شركة "فيسبوك" على منع نشر مواد وصور مصنفة على أنها غير مناسبة بحسب شرعتها الخاصة، مع احترام حرية التعبير.
الاختصاصي في أمن المعلومات، دلشاد عثمان، كتب على صفحته الرسمية في "فيسبوك" في وقت سابق: إن "الفيسبوك يتعاقد مع جهات مدنية تساعده في تحديد ماهية لغة الكراهية في كل مجتمع عن طريق بيانات تتوسع بشكل مستمر".
واتّهم عثمان في ذلك المنظمات التي تعمل على تصنيف لغة الكراهية، بشكل غير مدروس، وتقوم بتزويد شركة فيسبوك بآرائها السياسية على أنها مسار تصنيف الكراهية، دون تحديد أو ذكر مثال على ذلك.
ولدى شركة "فيسبوك" أكثر من ملياري مستخدم في مختلف أنحاء العالم، كما تملك الشركة أيضاَ "واتس آب، وماسنجر، وانستغرام" يستخدم كلاً منها أكثر من مليار شخص.
ويتساءل متابعون سوريون حول مدى جدوى عمل المحكمة، حيث سبق وأن حذف "فيسبوك" منشورات ومجموعات لسوريين ضمت آلاف المتابعين، ولا سيما ما حصل مؤخراً في قضية الساروت، فبعد وفاته في شهر حزيران الماضي، عملت الشركة العملاقة على حذف منشورات الساروت وصوره، ليطلق على إثرها السوريون على وسائل التواصل حملة واسعة حملت وسم "الساروت" مرفقاً بصورته.
وتم إغلاق حسابات ومنتديات ومجموعات وصفحات تحتوي على عشرات آلاف المشتركين السوريين في فرنسا وألمانيا وغيرها من البلدان، في فيسبوك، بعدما تضامنت مع الساروت عبر منشوراتها، تلك المجموعات كانت تقدّم جانباً خدمياً واجتماعياً وقانونياً.
مواقع