أكد مواطنون ومقيمون واختصاصيون، أن صمود القطاع الطبي في مواجهة فيروس كورونا «كوفيد - 19» يحفّز القطاع على مواصلة جهود التطوير، وصولاً إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواء والأجهزة الطبية، وتطوير خدمات الرعاية الصحية الشاملة.
قالوا في استطلاع لـ «العرب»: إن أزمة «كورونا» سوف تتحول إلى منحة، تضيف مزيداً من التطوير في القطاع الطبي المرتبط بتعزيز الصحة العامة، وبما يتوافق مع الرؤية الوطنية 2030، خاصة ما يتعلق منها بتحقيق التنمية البشرية.
وأضافوا: أن القطاع الطبي تمكن من الصمود في مواجهة الفيروس والحدّ من انتشاره عبر خدمات توعوية ووقائية وعلاجية عالية المستوى، مقارنة بأنظمة صحية أخرى لم تستطع مواجهة الوباء، لافتين إلى أنه مثلما تحول الحصار المفروض على قطر من محنة إلى منحة عززت من جهود تحقيق الاكتفاء الذاتي في عدة قطاعات، سوف تكون أزمة «كورونا» هي الأخرى، منحة تدعم القطاع الصحي في مسارات تحقيق الاكتفاء الذاتي في جوانبه وقطاعاته كافة.
وكان معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، قد أكد في تغريدة عبر موقع «تويتر»، أن واقع الإنتاج الطبي في قطر مُرضٍ، وأنه يوفر كميات كبيرة من احتياجات الدولة من اللوازم الطبية، وأن الحكومة لن تدخر جهداً في تسهيل عمل هذا القطاع، وكل القطاعات المنخرطة في تحقيق الاكتفاء الذاتي وفق رؤية 2030.
توقّع مزيداً من الإنجاز خلال الفترة المقبلة.. ناصر الشهراني:
القطاع أظهر مرونة كبيرة في المكافحة
أكد ناصر الشهراني أن أزمة فيروس كورونا «كوفيد - 19» أظهرت مدى ما يتمتع به القطاع الطبي في الدولة من مرونة كبيرة في التعاطي مع الأزمة.
وقال إن الجهات المعنية في الدولة تحركت بسرعة للحد من تفشي الوباء، عبر إجراءات تنفيذية وتوعوية ووقائية كثيرة منذ بدايات الأزمة.
وأضاف: «أصبحنا نرى في الأسواق والمجمعات الاستهلاكية والصيدليات منتجات قطرية الصنع، منها: أدوية، ومنظفات، ومطهرات وقائية، وهو ما لم يكن موجوداً قبل الأزمة»، لافتاً إلى أن قطاع الإنتاج الطبي في الدولة بدأ تعزيز قدراته في قلب الأزمة، ما يعني أن الفترة المقبلة سوف تشهد مزيداً من الجهود الداعمة والهادفة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في القطاع.
وأوضح أن هذا الهدف ينسجم تماماً مع الرؤية الوطنية 2030، التي تركز على تحقيق التنمية البشرية، وفي القلب منها تعزيز الصحة العامة لكل من يعيش على أرض قطر، وليس للمواطنين وحدهم.
وأشار إلى أن الإمكانيات متوافرة ومتاحة لجعل قطر من الدول الرائدة في مجال الرعاية الصحية، والكفاية الوطنية في المجال الطبي على اختلاف قطاعاته، من صناعات ومنتجات دوائية، وخدمات وأجهزة علاجية عالمية المستوي.
وأكد أن أزمة فيروس كورونا سوف تدعم الجهود الوطنية في مجال الاكتفاء الذاتي في القطاع خلال فترة وجيزة.
خالد مفتاح:
نمو متزايد في الصناعات الدوائية.. والمؤشرات العالمية مبشّرة
قال خالد مفتاح -باحث أكاديمي-: «إن قطر دأبت على تعزيز الرعاية الصحية الشاملة وفق الرؤية الوطنية 2030، بما يواكب أفضل المعايير العالمية ومستويات الجودة، عبر توفير الكوادر الطبية ذات الكفاءة والتقنيات الحيوية والصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية، مدعومة بإقامة المعارض الطبية».
وأضاف: أن الدولة تدعم المؤتمرات البحثية كقمة الابتكار في الصحة «wish»، وقد جرى إطلاق العديد من الشركات المحلية المنتجة للمستلزمات الطبية، وتوسيع دائرة إنتاجها، وهو جزء من استراتيجية الدولة في الأمن الطبي والدوائي والاكتفاء الذاتي، لافتاً إلى أن هذا القطاع مرّ بثلاث مراحل مهمة، الأولى عام 2008 بإطلاق الرؤية الوطنية 2030، والثانية منذ 5 يونيو 2017، تاريخ بدء الحصار، والثالثة مع أزمة فيروس كورونا «كوفيد - 19» الحالية.
وأوضح أن المنتجات الطبية القطرية، وصلت إلى 14دولة عام 2017، وأن المنتجات القطرية فيما يتعلق بأدوات التعقيم تغطي 100 % من السوق المحلي، منوهاً بزيادة الاستثمارات في الصناعات الطبية وزيادة رأس مالها، وتضم قائمة الأدوية الصيدلانية المسجلة في الدولة نحو 4581 صنفاً، وقد بلغ نصيب صناعات الدواء المحلية من القائمة نحو 326 صنفاً بنسبة 7.1 %، وتزيد هذه النسبة عاماً بعد عام.
وأكد مفتاح أن زيادة الإنتاج بقطاع الصناعات الدوائية تأتي بفضل التخطيط الاستراتيجي، وتوفير البنية التحتية الطبية، والتسهيلات ودعم الدولة للإنتاج المحلي، وقال: «إن مرحلة ما بعد «كورونا» سوف تدفع لمزيد من التحسين والتطوير بالقطاع الطبي، وصولاً إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الصناعات الدوائية»، لافتاً إلى أن التصنيفات العالمية حول ترتيب قطر في هذا المجال مشجعة ومثيرة للتفاؤل.
ناصر عبيدان:
قادرون على تحويل المحنة إلى منحة
لدعم الصحة العامة
أوضح ناصر عبدالله عبيدان، أن قطر تمكّنت من تحويل أزمة تفشي فيروس كورونا «كوفيد - 19» من محنة إلى منحة، سعياً لمزيد من التطوير بالقطاع الطبي خلال الفترة المقبلة.
وأضاف: أن أزمة «كورونا» سوف تكون منطلقاً إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع الإنتاج الطبي، بهدف المساهمة الفاعلة في تنفيذ الرؤية الوطنية 2030، والتي تركز على تعزيز التنمية البشرية، وتعتمد أساساً على النهوض بالقطاع الصحي بالدولة.
وأشار إلى أن الكوادر الطبية والإدارية تعمل على قدم وساق منذ ظهور الوباء، وأنها قامت بجهود علاجية وتوعوية ووقائية عالية المستوى.
وقال عبيدان: «تتعرض قطر ودول العالم بأسره إلى محنة كورونا حالياً، لكن القطاع الطبي القطري أظهر قدرات كبيرة في التعاطي مع أزمة كبيرة من هذا النوع».
وأضاف: أن هذا الصمود يدعم تحقيق انطلاقة جديدة مستقبلاً، تتعلق بتحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال الطبي وفق تخطيط مدروس، وأعرب عن اعتقاده بأن الجهات المعنية المسؤولة عن إدارة أزمة فيروس «كورونا»، سوف تركّز فور انحسار الوباء، على تلبية احتياجات القطاع الطبي كافة، فيما يتعلق بإقامة صناعات دوائية متكاملة.
قال إن الدولة تتعامل بجدية مع الوباء منذ البداية
د. جميل صابر: زيادة القدرات الإكلينيكية تحقق مزيداً من التطور
ذكر الدكتور جميل صابر -اختصاصي مختبرات طبية- أن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا «كوفيد - 19» تختلف من دولة لأخرى.
وقال إن هناك أنظمة طبية عالمية انهارت، ولم تستطع الصمود في مواجهة الفيروس والحد من انتشاره.
وأضاف أن قطر من أوائل الدول التي تعاملت بجدية كبيرة في مواجهة الفيروس، عبر الاستعانة بما لديها من خبرات وإمكانيات طبية، إلى جانب ما اتخذته من إجراءات حاسمة.
وأوضح أن قطر نجحت بدرجة كبيرة في تطوير العمل الإكلينيكى التشخيصى المرتبط بالفيروس، ما جعلها على جاهزية عالية جداً في إجراءات الفحص الطبي، لافتاً إلى أن السعة المعملية زادت بشكل كبير، فأصبح متاح فحص عدد أكبر من العينات.
وقال في هذا السياق: «جرى فحص ما يصل إلى 60 ألف عينة، وإعلان المستجدات فيما يتعلق بالوباء لحظة بلحظة وبشفافية عالية، لافتاً إلى أن القطاع الطبي في قطر مؤهل تماماً لتحقيق مزيد من التطور على طريق الاكتفاء الذاتي، بعد النجاح في القضاء على الفيروس.
وأوضح أن هناك حالة من الثقة في الجهات العاملة في ملف «كورونا»، الأمر الذي يسهم في تعزيز جهود محاصرة الفيروس، والقضاء عليه سريعاً.
إبراهيم الخاجة: طفرة متوقّعة
في عمليات التصنيع الدوائي
قال إبراهيم الخاجة: «إن أزمة فيروس كورونا «كوفيد - 19»، سوف تسرّع من عملية التطوير بالقطاع الطبي، من أجل تحقيق مزيد من الخدمات عالية الجودة، خاصة في مجال الإنتاج الطبي».
وتوقع التوسّع في صناعة الأدوية، والأدوات الوقائية الاحترازية، المتعلقة بأزمة الفيروس، خلال الفترة المقبلة، لافتاً إلى أن الكوادر الطبية العاملة في خطوط المواجهة الرئيسية مع الفيروس تقوم بدور كبير في التعامل مع الأزمة.
وأوضح أن القطاع الطبي قد استنفر بالكامل للتعامل مع الأزمة في تناغم كبير، سواء في الجوانب التوعوية والاحترازية والوقائية، لافتاً إلى أن هناك حرصاً كبيراً على التعامل مع الحالات المصابة بالفيروس، خاصة فيما يتعلّق بزيادة المستشفيات العاملة في علاج الحالات المصابة بالفيروس، وهي موزّعة لخدمة أنحاء الدولة كافة. وأوضح أنه خلال 72 ساعة جرى إنشاء مستشفى ميداني للحجر الصحي في أم صلال، لمواجهة احتمالات زيادة عدد المصابين بالفيروس.
وأكد أن هذه الجهود توضّح بما لا يدع مجالاً للشك أن القطاع الطبي سوف يشهد نقلة نوعية خلال الأيام المقبلة، فيما يتعلق بإنتاج اللوازم الطبية، والتوسّع في الصناعات الدوائية.
محمود رضوان: جهود مواجهة الفيروس تشجع على صناعات متكاملة
أشار محمود رضوان فتيان إلى أن القطاع الطبي في قطر تجاوز صدمة فيروس كورونا «كوفيد - 19» وتمكّن من الصمود في مواجهتها، بأداء عالي الكفاءة للطواقم العاملة كافة.
وأضاف أن «هذا الصمود سوف يكون نقطة انطلاقة جيدة للغاية نحو مزيد من التطوير وتحسين الخدمات، إلى جانب سد الثغرات الموجودة، وبناء صناعات دوائية متكاملة خلال الفترة المقبلة».
وأوضح أن الأزمة عزّزت الثقة في قدرة القطاع الطبي بالدولة على مواجهة التحديات الكبرى، لافتاً إلى أن الجهات المعنية بالدولة نجحت في التعامل مع الوباء، واتخاذ الاحتياطات الكاملة، وبناء مستشفيات ميدانية للتعامل مع احتمالات زيادة معدلات الإصابة بالوباء، في توقيت قياسي.
وقال في هذا السياق: «إن هذه الجهود تبشّر بأن القطاع الطبي قادر على حماية الصحة العامة لكل من يعيش على أرض قطر ما يعزّز الثقة في أنه سوف يسعى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي فيما يتعلق بالصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية الأخرى».
ناصر لاري: الأزمة تعزّز قدرة القطاع على الإنتاج
أكد ناصر لاري أن القطاع الطبي في الدولة أثبت قدرة كبيرة في التعامل مع أزمة فيروس كورونا « كوفيد - 19»، وإلى حد يقترب من الاحترافية الكاملة.
وقال في هذا السياق: «إن القطاع ماض في طريقه لتحقيق الاكتفاء الذاتي اعتماداً على تطوير الصناعات الطبية من كافة جوانبها، سواء كانت أجهزة أم أدوية أم منتجات علاجية».
وأعرب لاري عن اعتقاده بأن أزمة «كورونا» سوف تكون مفصلية في مسار تعزيز قدرات القطاع الطبي في الدولة، ووصوله إلى مرحلة تحقيق الاكتفاء الذاتي، لافتاً إلى أنه مثلما كانت أزمة «الحصار، دافعاً لإقامة صناعات وطنية قطرية في المجالات كافة سوف تكون أزمة «كورونا» هي الأخرى محفّزة لمزيد من النهوض بالقطاع الطبي، ووصوله إلى حد الاكتفاء الذاتي من الأدوية والمعدات والتجهيزات الطبية الأساسية. وأشار لاري إلى أن قطر خلال أزمة «كورونا» لم تنغلق على نفسها، وإنما بادرت إلى تقديم يد العون إلى دول أخرى تواجه تحديات كبيرة في التعامل مع أزمة «كورونا». وأوضح أن قطر تتعامل بإيجابية مع أزمة الفيروس، بتدابير احترازية ووقائية وتوعوية عالية المستوى داخلياً، فيما يتعلق بالوباء، إلى جانب فزعتها لإغاثة المتضررين من الفيروس على مستوى عدة دول، ما يشير إلى أنها فاعلة ومؤثرة في التعامل الإيجابي مع الأزمة منذ اندلاعها.
العربي