احتضنت مدينة أكجوجت شمال البلاد فعاليات تخليد ذكرى الاستقلال التاسعة والخمسين بحضور الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ووزيره الأول وأعضاء حكومته ورؤساء الجمهورية والوزراء الأوائل السابقين بالإضافة لتمثيل سياسي واسع للمعارضة والموالاة.
الحفل البروتوكولي السنوي الذي حضّرت له الرئاسة ليجمع الطيف السياسي الوطني بجميع مكوناته طغت عليه تداعيات الأزمة السياسية التي اندلعت مؤخرا على مستوى الحزب الحاكم الاتحاد من أجل الجمهورية بسبب الخلاف حول مرجعية الحزب هل هي الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني أم الرئيس السابق ومؤسس الحزب محمد ولد عبد العزيز.
الخلاف وصل إلى حد القطيعة بين الرئيسين وقد بدأ الرئيس السابق ولد عبد العزيز المواجهة من خلال الاجتماعات السياسية التي قام بها في الحزب وفي منزله محاولا إثبات نفسه كمرجعية للحزب من أجل السيطرة عليه واستخدامه كظهير سياسي.
في حفل الاستقلال غابت قيادة الحزب الحاكم الممثلة في رئيس لجنة التسيير المؤقتة سيدنا عالي ولد محمد خونه الذي انحاز للرئيس السابق في الصراع وحضر أعضاء من لجنة التسيير من اللذين أعلنو أن مرجعيتهم ولد الشيخ الغزواني في حين حضر قادة أحزاب المعارضة التي توصف بالراديكالية وخاصة أحمد ولد داداه رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية ومحمد ولد مولود رئيس حزب اتحاد قوى التقدم ورئيس حزب الصواب عبد السلام ولد حرمه، بالإضافة إلى حضور زعيم المعارضة الديمقراطية ضمن الوفد الرسمي.
من جهة أخرى غاب الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز عن الحفل رغم أنه كان الصديق المقرب للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وكان على رأس داعميه في الانتخابات الماضية؛ وفي المقابل حضر الرئيس الأسبق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله الذي أطيح به في انقلاب قاده الثنائي محمد ولد عبد العزيز ومحمد ولد الشيخ الغزواني والذي ظل معارضا طيلة العقد الماضي في خطوة تدل على محاولة النظام الجديد وضع تصور جديد للتعاطي مع الفاعلين في المشهد السياسي.
الصحراء