تمت بإقالة محفوظ ولد صوگوفارا من قيادة كتيبة الحرس الرئاسي “بازب” احتراق ورقة كان المراقبون يحسبونها للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، الذي لم يزل معارضوه يعتبرون أنه يتخذ من “بازب” ميليشيا يختطف بها البلاد، و يرتهنها لأطماعه و مشاريعه السياسية.
و كانت المعارضة الموريتانية قد اشترطت حل كتيبة “بازب” و دمجها في الجيش الموريتاني للموافقة على الدخول في حوار مع الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز. و هو ما تم رفضه بشدة.
و كان الوزير السابق إسلمو ولد عبد القادر قد اتهم ولد عبد العزيز بدمج عناصر مجندة من الطوارق في كتيبة حرسه الرئاسي “بازب” و تجنيسها و اتخاذها مخلب قط لمشاكسة الأنظمة السياسية، التي تعاقبت على الحكم بعد الانقلاب على ولد الطائع، إلى أن أوصلته لسدة الحكم.
و قد حاول ولد عبد العزيز أن يربط عناصر “بارب” بشخصه، فكان بعض أفرادها من امثال الضابط شيخنا ولد القطب رهن إشارته فيما يوكل إليهم من مهام خاصة، مثل تكليفه إياه بتسجيل مكالمات سيدي ولد الشيخ عبد الله إبان احتجازه في قصر المؤتمرات، عقب الانقلاب عليه، و كذلك نادية بنت أحمد يوره و غيرهما.
و قد حرص ولد عبد العزيز على أن لا ينظم في خيوط الكتيبة غير من يضمن ولاءهم من أقاربه و أبناء أصدقائه و أصهاره. و من هذه الأسماء مثالا لا حصرا:
الرائد محمد ولد الحسن (ابن عم ولد عبد العزيز)
النقيب حمدي (ابن عم ولد عبد العزيز)
النقيب مامين ولد اجيرب (ابن عم ولد عبد العزيز)
النقيب عبد الفتاح ولد داهي (ابن عم ولد عبد العزيز)
النقيب محمد عبد الله ولد احمد عبد العزيز (ابن عم ولد عبد العزيز، و ابن صديقه الشخصي الذي نقله إلى المستشفى العسكري يوم إصابته في الطويله)
النقيب محمد يحظيه ولد مولاي اعلي (إبن خال تكيبر بنت أحمد زوجة الرئيس السابق)
العقيد محمد ولد بوكرين (كان من ضباط بازب و قد أمضى كل خدمته فيها، قبل أن يقوم ولد عبد العزيز بتعيينه مدير ديوان قائد الجيوش، ليكون عينه في قيادة الأركان التي توافيه بكل شاردة وواردة)
و تشمل أيضا الكتيبة ضباطاً يدينون بالولاء المطلق لولد عبد العزيز ويرتبطون معه ومع أسرته بصلات خاصة، من بينهم المقدم شيخنا ولد القطب، و الرائد عالي ولد علوات، الذي كان قد ألقى القبض بأوامر من عزيز على الرئيس المنتخب سيدي ولد الشيخ عبد الله، و يتم اعتباره الصندوق الأسود لولد عبد العزيز، و كذلك النقيب ماسين با (الأخ الشقيق للوزيرة كمبا با) و النقيب اعل الشيخ ولد الشواف الحارس الخاص لبدر ولد عبد العزيز و مرافقه المعتاد في كل زياراته لاسبانيا.
فهل يمكننا اعتبار إقالة قائد “بازب” و تكليف قوة الصاعقة بأمن الاحتفالات المخلدة لعيد الاستقلال في أگجوجت، بداية احتراق ورقة كانت مهمة لرجل دخل التاريخ من بوابة الانقلابات.
تقدمي
صفية بنت العربي