إذا كان الرئيس الجديد محمد ولد الشيخ الغزواني يؤكد على استمرار نهج سلفه وأخيه محمد ولد عبد العزيز فإن شواهد التغيير كثيرة، فهل نحن أمام مرحلة انتقالية غير معلنة؟
لم يكن يوم ١٠ سبتمبر يوما عاديا بالنسبة لأحمد ولد داداه حيث كان بالأمس مهمشا ممنوعا من الطموح للرئاسة بسبب سنه ويعتبره البعض مرحلة متجاوزة قبل أن يعود إلى الواجهة. يستدعيه الرئيس ويستقبله ويذهب به إلى مكتبه ويستمع إليه في جو حميمي يسجل فيه قائد في دفتر ملاحظاته مطالب زعيم حزب تكتل القوى الديمقراطية. ولد الغزواني يسعى لكسر الصورة النمطية لحكم العسكر من خلال العمل على استعادة جو الثقة. صحيح أنه استقبل معارضين آخرين لكن رمزية استقبال أحمد ولد داداه كانت اكبر فهو من كان يرفض الحوار مع محمد ولد عبد العزيز.
موريتانيا أرض الصمت تشكل لغزا لغير العارف بتلك الكثبان الرملية التي صقلتها الزوابع وأعطتها منظرا ذهبيا.
ولد الغزواني وصل إلى السلطة في الاول من أغسطس وهو يعمل على استمرارية نظام سلفه وصديقه الحميم بل إنه كان في يناير الماضي اول الموقعين على مطلب المامورية الثالثة التي لم تر النور فهل انتخب رئيسا رغم إرادته؟ لم يعمل من اجل الرئاسة لكن ساقته إليها الأقدار لأنه الوحيد الذي كان يطمئن ولد عبد العزيز لكنه الآن يعمل لوضع بصمته الخاصة كرجل معتدل بعيدا عن أسلوب ولد عبد العزيز الصدامي. ما تغير هو شخصيته التوافقية، يقول محمد فال ولد عمير المدير الجديد للوكالة الموريتانية للأنباء. هو على استعداد لنقاش أي فكرة تطرح عليه ويفوض وزراءه كما كان يقوم به الرئيس الراحل المختار ولد داداه. أسلوب يعود لأصوله العائلية والقبلية وتكوينه الديني. ثقافته المرابطية نقلت إليه مبادئ التضامن والإيمان والصبر كما يقول أحد رؤساء أحزاب الأغلبية.
ترجمة الصحراء
Jeune Afrique N 3071
القسم: