استقبل البابا افرانسيس بابا الفاتكان صباح اليوم العلامه الشيخ عبد الله بن بيه رئس منتدى تعزيز السلم .
وجاء هذا القاء من أجل صياغة وثيقة لحماية النفس البشرية وحق الإنسان في الحياة في عصر طغى فيه صوت المادة وانتشر الإجهاض والإجهاز على المريض...إلخ
وقال معالي الشيخ في كلمته بهذه المناسبة:
(إننا في الإسلام نؤمن بأنّ الله هو الخالق الذي منح الإنسان الحياة ووهبه الكرامة، وهو وحده الذي وضع له أجلا محتوما، وأن ليس للإنسان الحق في انتزاعها من نفسه أو من غيره، تلك إحدى الوصايا العشر التي وصّى الله بها عبادَه المؤمنين على لسان أنبياءه عليهم السلام.
إننا نؤمن أن حياة الإنسان الواحد هي بمثابة حياة البشرية كلها وأن الله أوحى إلى موسى عليه السلام –كما في القرآن الكريم: "إنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً" {المائدة:32}.
فملك الإنسان لنفسه هو كما يقول الفقهاء المسلمون ملك انتفاع لا ملك منفعة، فلا يحق له التصرّف فيه بإتلافه أو تفويته أو بيعه، فالحياة هبة من الله، هو وحده يهبها وهو وحده يستردها، وكما قال أبونا إبراهيم عليه السلام في ما حكى عنه القرآن الكريم: "الذي خلقني فهو يهدينِ والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفينِ والذي يميتني ثم يحيينِ، والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين" {سورة الشعراء: 78-82}.
إننا نؤمن بأن الكرامة الإنسانية لا تزول أو تحول، بزوال الصحة أو تحوّل القوة، وأن واجب الأخوة الإنسانية يلزمنا أن نقف إلى جانب المريض حتى آخر لحظة نمدّ له يد العون ونخفف عنه الآلام، من غير تبرّم ولا تعجّل. ذلك مقتضى الكرامة الإنسانية بل مقتضى الرحمة الربانية كذلك: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} {سورة النساء: 29}.)
كما نؤمن أن اليأس مرض عضال، إذا استولى على النفوس أضناها، وعلى البصائر أعماها، وهو من أكبر الآثام، لأن الكريم لا ييأس من رحمته إلا من لا يعترف أو يَعرف كرمه، فوصيتنا للجميع، للمريض ولأهل المريض وللأطباء والممرضين، هي وصية الأمل التي وصّى بها سيّدنا يعقوب عليه السلام أبنائه: "ولا تيأسوا من روح الله" {سورة يوسف:87}.
البديل