المركز الموريتاني لقياس الرأي العام ( نواكشوط ) نجح أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد (61 عاماً) في قلب الموازين السياسية في تونس حين فاز في الشوط الثاني من الانتخابات الرئاسية، الذي أجري اليوم الأحد، وذلك بعد حصوله على 76 في المائة من أصوات الناخبين.
وأعلن التلفزيون الرسمي التونسي هذه النتيجة وذلك بعد ساعات من إغلاق مكاتب الاقتراع، وهي النتيجة التي أظهرت أن سعيد تقدم بفارق كبير على منافسه رجل الأعمال نبيل القروي، رغم فارق الإمكانيات المادية بين حملتي الرجلين.
ويوصف رئيس تونس الجديد من طرف أنصاره بأنه «صارم» و«نظيف»، ولكنه لا يملك تجربة سياسية كبيرة، فيما يرى مراقبون أن انتخابه من طرف التونسيين هو رسالة عقاب للطبقة السياسية.
أول تصريح
قيس سعيد في أول تصريح صحفي له بعد تأكيد فوزه، توجه بالشكر إلى الشباب التونسي الذي قال إنه «فتح صفحة جديدة في التاريخ»، وأضاف في مؤتمر صحفي نظم على عجل: «سأحمل الأمانة.. الشعب يريد».
وأكد سعيّد: «أحترم كل من اختار بكل حرية (…) انتهى عهد الوصاية وسندخل مرحلة جديدة في التاريخ»، وتابع مخاطبا الشعب التونسي: «قدمتم درسا للعالم وأبهرتم العالم، أشكركم من أعماق الأعماق»، مضيفا: «نحن في حاجة الى تجديد الثقة بين الحاكم والمحكومين».
وحول ملامح حكمه، قال سعيد إن القضية الفلسطينية ستكون ضمن أولوياته في الخارج، مبينا «سنعمل في الخارج من أجل القضايا العادلة وأولها القضية الفلسطينية».
ولرئيس البلاد صلاحيات محدودة بالمقارنة مع تلك التي تمنح لرئيس الحكومة والبرلمان. وهو يتولى ملفات السياسة الخارجية والأمن القومي والدفاع خصوصا.
احتفال شعبي
حركة النهضة ذات المرجعية الإسلامية هنأت سعيّد ودعت أنصارها «للالتحاق والاحتفال مع الشعب التونسي بشارع الثورة» في وسط العاصمة.
وتجمع الآلاف من أنصار سعيّد في مقر حملته الانتخابية بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة وهتفوا «الشعب يريد قيس سعيّد» و«تحيا تونس»، مرددين النشيد الوطني التونسي.
وأطلق المحتفلون الألعاب النارية ورفعوا صور سعيّد.
القروي يبرر
وفي أول تصريح يدلي به المرشح الخاسر نبيل الفقروي، ألقى باللائمة على على القضاء الذي أوقفه 48 يوما قبل الحملة الانتخابية وخلالها، معتبراً أن ذلك أثر على أدائه الدعائي ومنعه من الفوز.
وقال رئيس حزب «قلب تونس» في مؤتمر صحفي إنه مُنع زورًا وبهتانًا من القيام بحملته الانتخابية ما أثر حسب رأيه على «مبدأ تكافؤ الفرص».
وفور الكشف عن النتائج خيم الصمت على مقر حملة القروي، وقال في المؤتمر الصحفي إنه «حُرِمَ من تقديم برنامجه الانتخابي وتفسيره للناخبين كمرشح رئاسي وكرئيس حزب في الانتخابات التشريعية».
وكان القروي قطب الإعلام والإشهار، اعتقل يوم 23 أغسطس الماضي للتحقيق معه في اتهامات بالتهرب الضريبي وبتبييض أموال.
وقال نبيل القروي «حاولت وكان لي مشروع صادق للتونسيين وتحادثت بصدق مع الفقراء، ولكن المسار ما زال متواصلًا».
وتابع في كلمته «نحن اليوم نمتلك ثاني أكبر كتلة نيابية وسنواصل الدفاع عن مبادئنا وأفكارنا، وسنكون أوفياء لأكثر من مليون ناخب منحوا أصواتهم لي».