اعتبر “ديفيد هيرست” في مقال تحليلي نشره بموقع “ميدل ايست اي” أن أيام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان باتت معدودة في السلطة، مبيناً الخلافات السائدة بين “السعودية” والإمارات، على خلفية تضارب المصالح في اليمن.
يقول “هيرست” أنه بعد أسبوعين من إصدار رئيس الوزراء الهندي مرسوماً يجرد فيه كشمير من وضع الحكم الذاتي سيصل إلى أبوظبي يوم الجمعة ليتسلم جائزة تعرف باسم وسام زايد، وهو الوسام المدني الأعلى في البلاد.
ترحب الإمارات التي يصفها الكاتب “بأسبرطة الصغيرة في الخليج”، بهذه الخطوة، ويتساءل عن الأسباب التي تجعل الإماراتيين يأبهون بسبعة ملايين كشميري في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، بدلاً من أن تأبه” السعودية”، لذلك.
وهنا يوضح الكاتب أن الهند تعد ثالث أكبر زبون مستهلك للطاقة في العالم، بينما تعدّ الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري لها، وبالتالي فإن التقارب الحالي بين البلدين لا شك أنه يزعج آل سعود، الذين ما فتئوا يؤسسون شرعيتهم على اعتبار أنهم صوت المسلمين، بمن فيهم الملايين الأربعة الذين يعيشون في وادي كشمير.
ينتقل “هيرست” إلى اليمن ليشير الى الخلافات الاستراتيجيات القائمة بين الإماراتيين والسعوديين في البلد الذي شاركا سوياً في تدميره، مضيفاً أن كلاهما يدربان ويمولان المليشيات المحلية، إلا أن السعوديين يرغبون في توجيه الجهد نحو الشمال، الذي تنطلق منه كل الهجمات على القواعد الجوية وعلى المطارات والمرافق النفطية داخل “السعودية”.
في حين أن الإماراتيين، لديهم استراتيجية أخرى، وخاصة بعد إخفاقهم في إعادة إحياء نظام الرئيس اليميني السابق علي عبد الله صالح من خلال تنصيب ابنه زعيما للبلاد.
وفي السياسة الداخلية، يقول الكاتب أن محمد بن سلمان وصل إلى السطة من خلال اعتقال وتعذيب المعارضين السياسيين والتنكيل بهم وبمن ينافسه من أفراد عائلته، بذريعة مكافحة الفساد وبإسم تحديث البلاد.
ليردف قائلاً، لم يغب عن بقية أفراد ال سعود، أن محمد بن سلمان بات الآن محاطاً بعصابة ممن يدينون بالولاء، أولاً وقبل كل شيء لولي عهد أبوظبي، وحتى بعد أن أصبح أميرهم يهيمن بشكل تام على الحكم، لا يكف الإماراتيون عن تتبع شؤون الرياض ومراقبة ما يجري فيها ورصد أي انحراف، مهما كان ضئيلاً.
وهنا يلفت الكاتب الى تقرير شهري سري أعده مركز الدراسات الإماراتي، يكشف حالة من التبعية التامة لدى السعوديين للسياسة الأمريكية المتذبذة تجاه إيران.
يقول التقرير: “على الرغم من أن المملكة العربية السعودية نجحت في استضافة ثلاث قمم خلال شهر مايو / أيار، كانت هناك درجة من الضبابية في حساباتهم فيما يخص إيران، وما ذلك إلا بسبب اعتماد الرياض على الموقف الأمريكي.
غدا الموقف السعودي قويا وصلبا عندما كان الأمريكيون يستخدمون لهجة قوية ضد إيران، ولكن السعوديين ما لبثوا أن خففوا من حدة لهجتهم عندما راح الأمريكيون يؤكدون النهج الدبلوماسي،حينها انتهج السعوديون خطأ شديدا في التنديد بإيران وتهديدها، كما كان واضحا خلال القمم”.
ويخلص الكاتب إلى أن القيادة الإماراتية متنبهة إلى حالة الضعف السعودية وتتعامل معها بازدراء تام، إلا أن الإماراتيين يمارسون مع محمد بن سلمان لعبة الروليت الروسية الخطرة بحسب تعبيره، كما يشير إلى أن ولي العهد السعودي انطلق ليقيم بنفسه علاقات مباشرة مع الكيان الإسرائيلي وليضرب بالفلسطينيين عرض الحائط.
كما أن تخليه عن كشمير المحتلة، ينسجم تماما مع سياسته تجاه فلسطين وكان ذات مرة قد صرح بأن على الفلسطينيين أن يتعلموا كيف يكونون “إسرائيليين جيدين”.
“ما من شك في أن محمد بن سلمان سينتهي في اللحظة التي تفيق فيها أمريكا وتدرك أنه بات عبئا كبيرا على مصالحها العسكرية والاستراتيجية في الخليج. يعتقد بعض السعوديين المقربين من العائلة الملكية الحاكمة، أن ذلك قد يحدث قبل أن يتوج ملكا على البلاد، وحينها ستخسر الإمارات كل رهاناتها”، ينوه الكاتب.
متابعات