صورة نشرها موقع ميترو وقال إنه تم التقاطها من حساب لباتريك على مواقع التواصل
قبل 90 دقيقة من تنفيذ هجوم تكساس الذي أودى بحياة العشرات بين قتلى وجرحى، نشر منفذ الهجوم بياناً مليئاً بالكراهية مؤلفاً من 4 صفحات على شبكة الإنترنت.
وأطلق باتريك كروسياس على بيانه اسم «الحقيقة المزعجة»، وقالت الشرطة إنها علمت بالبيان المنشور، لكن لم يكن لديها متسع من الوقت لتحديد هوية الناشر وهدف الهجوم المحتمل.
مُعادٍ للمهاجرين
وأظهر كروسياس كرهاً كبيراً للمهاجرين في بيانه، حيث زعم أن هجومه كان رداً على الغزو «الهسباني»؟ في إشارة إلى المنحدرين من دول أمريكا اللاتينية، الذين يَعتبر تدفُّقهم على الولايات المتحدة سبباً رئيساً لـ «تعفن» البلاد من الداخل والخارج.
واعتبر كروسياس نفسه بريئاً من أي ذنب في عملية قتل «الهسبان»، وقال إنهم «هم المحرِّضون الحقيقيون، وما أفعله أنا هو دفاع عن بلدي من الاستبدال الثقافي والعرقي الذي يحمله الغزاة»، بحسب تعبيره.
وأكد الشاب البالغ من العمر 21 عاماً، تأييده لسفاح نيوزيلندا برينتون تارانت والأفكار الواردة في بيانه «الاستبدال العظيم»، مشيراً إلى أن «الهسبان» لم يكونوا في دائرة استهدافه قبل أن يطَّلع على ذلك البيان، وفقاً لما ذكرته وكال «سبوتنيك«.
وكان تارانت قد قتل 51 مسلماً خلال هجوم على مسجدين بنيوزيلندا، أثار صدمة في الرأي العام العالمي.
وعبّر كروسياس عن قلقه من تزايد نفوذ ذوي الأصول الإسبانية بالولايات المتحدة، وقال: «إنهم سينتزعون السلطة من الحكومة المحلية، ومن حكومة ولاية تكساس الحبيبة، لتغيير سياستها، بحيث تناسب احتياجاتهم».
مهاجمة الديمقراطيين
وهاجم البيان، بشكل خاص، الحزب الديمقراطي باعتباره مؤيداً للهجرة والمهاجرين، لكنه لم يستثنِ الجمهوريين من انتقاداته، مشيراً إلى أن هناك دوائر في ذلك الحزب ترتبط بالشركات الكبرى التي لها مصلحة في استمرار الهجرة، مع أنه أقر بأنه في ظل حكم الجمهوريين يمكن تحجيم ظاهرة الهجرة الجماعية.
وحاول كروسياس الفصل بين سياسات الرئيس ترامب وهجومه على المتجر، وقال إن «بعض الناس ووسائل الإعلام الكاذبة سيلومون ترامب وخطابه حول الهجرة بعد الهجوم، لكن الأمر ليس كذلك»، مشدداً على أن فكرته «لم تتغير منذ عدة سنوات»، وأن آراءه حول الهجرة ومواضيع أخرى تسبق ترامب وتوليه الرئاسة.
ونشرت صحيفة Metro صورة من حساب لكروسياس على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان قد كتب فيها اسم ترامب بالأسلحة.
وقال باتريك إنه يريد أن يخلّص الولايات المتحدة من المهاجرين الذين يقتحمون بلاده بشكل غير شرعي، مشيراً إلى تصريحات ترامب التي يشير فيها إلى أن المهاجرين القادمين لأمريكا أغلبهم مجرمون وتجار مخدرات.
ورأى أنه ليس هناك من وسائل سلمية لوقف انهيار الدولة الأمريكية، في ظل خذلان الديمقراطيين والجمهوريين لها على مدى عقود، والذين اتهمهم بالتواطؤ أو التورط في «أكبر خيانة» للجمهور الأمريكي في التاريخ.
تقسيم أمريكا!
وباعتقاده فإن الحل الأنسب يتمثل في تحويل الولايات المتحدة إلى كونفدرالية، وتقسيمها إلى كيانات إقليمية منفصلة، على أن يكون لكل عرق كيان واحد على الأقل، بحسب تعبيره.
وعبر كروسياس عن معارضته للزواج المختلط، معتبراً أنه «يدمر التنوع العرقي ويتسبب في أزمة الهوية»، وأضاف أنه يرفض فكرة «ترحيل أو قتل جميع الأمريكيين غير البيض»، لكون كثيرين منهم قد استقروا بالبلاد منذ زمن طويل، وأسهموا في بناء أمريكا.
انتشار كبير للسلاح
وتشير آخر إحصائية لضحايا الهجوم على متجر تكساس، إلى مقتل 20 شخصاً وإصابة 26 آخرين، ليكون هذا الهجوم ثامن أسوأ حادث إطلاق نار جماعي في التاريخ الأمريكي الحديث، بعد واقعة عام 1984 في سان إيسدرو والتي قُتل فيها 21 شخصاً.
ويُعد إطلاق النار بشكل عشوائي أمر شائع في الولايات المتحدة بسبب الانتشار الكبير للسلاح بين يدي المواطنين.
وتظاهر المئات من الأمريكيين أمام البيت الأبيض، ومبنى الكونغرس في واشنطن، اليوم الأحد، مطالبين بتشديد قوانين حمل السلاح بالولايات المتحدة، وذلك على خلفية هجوم تكساس.
ونقلت أسوشييتد برس عن شانون واتس ، مؤسس Moms Demand Action، أن متطوعين من مجموعتها وطلبة مناصرين تظاهروا ليلة السبت مرتدتين قمصانا حمراء، لحث مجلس الشيوخ إعادة في قانون حمل السلاح.