في رده على اجراء فرنسا بفرض ضريبة على شركات التكنولوجيا الامريكية قال الرئيس الامريكي دونالد ترامب، "سنرد قريباً بالمثل بعد غباء ماكرون، لقد قلت دائماً إن النبيذ الأمريكي أفضل من النبيذ الفرنسي".
واضاف ترامب على "تويتر": "فرضت فرنسا لتوها ضريبة رقمية على شركاتنا الأمريكية التكنولوجية الكبرى. إذا كان ثمة طرف ينبغي أن يفرض ضريبة عليها، فهو البلد الأم، الولايات المتحدة".
رغم ان القضية التي اثارها ترامب هي قضية سياسية اقتصادية بين فرنسا وامريكا، ولا تمت بصلة الى الملكات العقلية للرئيس الفرنسي امانويل ماكرون، ولكن ترامب كعادته في شخصنة كل شيء، اختصر كل تعقيدات مشكلة الضرائب بين فرنسا وامريكا، بغباء الرئيس ماكرون.
يتساءل البعض ، ترى اذا كان هذا راي ترامب في حليف اوروبي وثيق ، وفي قضية في غاية البساطة، ترى كيف سيكون رايه في قضايا معقدة ، يتفاوض حولها مع دول يعتبرهم اعداء؟!.
لكن هناك من يرى ان صفاقة ورعونة ونزق وبلطجة ترامب ، هي سلاحه في التعامل مع اصدقائه والضعفاء من الحلفاء والتابعين له، فكل هذه الصفات تتبخر بمجرد ان يفكر بالتفاوض مع "الاعداء" الاقوياء، فالتجربة اثبتت، ان ترامب يعاني من حالة نفسية تجعله يتمادى في اذلال الاخر ، حتى لو كان اصدق اصدقائه ، اذا ما تذلل امامه او تراجع او انبطح، ولكن في المقابل يبتلع كل غروره وجبروته وغطرسته، ويظهر بمظهر الذليل اذا ما راى ندية وصلابه من الاعداء.
الدليل القاطع على حقيقة مرض ترامب النفسي، هو اهاناته المتكررة للسعوديين وبعض الخليجيين، رغم تذللهم وتزلفهم له، واهاناته المتكررة للاوروبيين، رغم كل مسايرتهم ومحاباتهم له، بينما نرى في المقابل يستجدي التفاوض والحوار مع اعدائه دون شروط، رغم اذلالهم له.