المركز الموريتاني لقياس الرأي العام ( نواكشوط ) : الفراغ مرض خطير يقتل صاحبه دون أن يدري، بل هو الشيطان الأعظم الذي لا يسلسل في رمضان، لا تراه بعينك ولكن تدركه بقوة إيمانك وفطانة عقلك، هكذا وصف د.محمد سيد ورداني أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر "آفة الفراغ"، قائلًا إن النبي صلى الله عليه وسلم حذر مرارا وتكرارا من فقدان نعمة الوقت وإضاعته لأن في إضاعته تدمير للحياة فقال الحبيب صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ".
وقال ورداني: إن العدو الأكبر لتدمير الإنسان هو ترك نفسه لهواها، وإضاعته لكنز عظيم وهو كنز الوقت، بل إن الأمر لا يقتصر على إضاعة هذا الكنز بل يتعداه إلى سيطرة الفراغ وتحكمه في شخصية الإنسان، وهنا قال الإمام الغزالي رحمه الله: "في أحضان البطالة تولد آلاف الرذائل وتختمر جراثيم التلاشي والفناء، وإذا كان العمل رسالة الأحياء فإن العاطلين موتى".
أوضح أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر أن رسالة الله لعباده على العمل والتفكر والتدبر واستغلال الطاقات، كما أن الشريعة الإسلامية دائما ما تنبذ التكاسل والتراخي والإهمال، حتى إن الحق سبحانه وتعالى عندما خاطب عباده في شأن تفكره في قضية الخلق قال سبحانه "أفحسبتم أنما خلقانكم عبثًا وأنكم إلينا لا ترجعون"، فخلق العباد لغاية منها إعمار الأرض والعمل وإفادة النفس والناس.
وأشار إلى أننا في حاجة إلى تربية أنفسنا وأبنائنا على هذه المنهجية التي تدعو إلى العمل والاجتهاد ، لأن البديل أخطر على النفس والمجتمع من أي عدو، ولذلك قال الإمام الشافعي رحمه الله: "إذا لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل"، فاتق الله في نفسك وأحسن معاشرتها وأدر حياتك بما ينفعك وينفع غيرك.
بوابة الأهرام