استيقظ الروس صباح، اليوم (السبت)، على ضربة أوكرانية موجعة تمثلت في تفجير جسر القرم الذي يربط الجزيرة التي ضمتها موسكو بالأراضي الروسية. واعتبرت نائبة رئيس مجلس الدوما الروسي إيرينا ياروفايا، الهجوم على جسر القرم بمثابة «إعلان حرب» ضد بلادها. فيما اتهم رئيس برلمان القرم مخربين أوكرانيين بالوقوف وراء حادثة جسر القرم، لافتاً إلى أن العمل يجري بسرعة لإصلاح الأضرار.
وأعلنت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب في روسيا وقوع تفجير شاحنة على جسر مضيق كيرتش الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا، فجر اليوم (السبت) ما أسفر عن اندلاع النيران في عدة صهاريج وقود في قطار كان يسير عبر الجسر، فيما كشفت وسائل إعلام روسية أن الحريق على الجسر نتج عن تفجير سيارة مفخخة.
ووفقا لوكالة «تاس» الروسية للأنباء، قال أوليج كريوتشكوف أحد مساعدي رئيس شبه جزيرة القرم إن جسماً يُعتقد أنه خزان وقود اشتعلت فيه النيران على جسر القرم، ومن السابق لأوانه التحدث عن الأسباب والعواقب، إذ يجري العمل على إخماد النيران.
وأضافت الوكالة، أن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قد أعلن أن الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين أصدر أمراً بتشكيل لجنة حكومية في أعقاب حادثة جسر القرم؛ لتحديد أسباب الحادث ومعالجة تداعياته بشكل عاجل، وقال «بعد الحادث تلقى فلاديمير بوتين تقارير من رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين ونائب رئيس الوزراء مارات خوسنولين ووزير الطوارئ ألكسندر كورينكوف ووزير النقل فيتالي سافيليف وكذلك من رؤساء وكالات تطبيق القانون، وأمر بوتين، رئيس الوزراء بتشكيل لجنة حكومية لتحديد أسباب الحادث ومعالجة نتائجه بسرعة. وستضم اللجنة أيضاً رؤساء منطقة كراسنودار وشبه جزيرة القرم، إضافة إلى مسؤولين من الحرس الوطني الاتحادي، وجهاز الأمن ووزارة الداخلية»، مشيرا إلى توجه الوزيرين سافيلييف وكورينكوف إلى موقع الحادث بأمر من الرئيس بوتين، في حين تعهدت السلطات بإعادة الجزء المتضرر من جسر القرم على الفور.
وفي أول تعليق أوكراني على حادثة جسر كيرتش، قال مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الانفجار عند جسر كيرتش «هو البداية. وكل شيء غير شرعي يجب تدميره».
وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان، التهديد الأوكراني في أغسطس الماضي بتفكيك جسر كيرتش الذي شيدته موسكو بتكلفة عالية لربط روسيا بشبه جزيرة القرم، إذ كتب مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك آنذاك «هذا الجسر عبارة عن بنية غير قانونية ولم تسمح أوكرانيا ببنائه. إنه يضر ببيئة شبه الجزيرة وبالتالي يجب تفكيكه. لا يهم كيف: عمداً أم لا»
وإذا ثبتت مسؤولية أوكرانيا عن العملية فربما نفذ بوتين تهديده باستخدام السلاح النووي.
فالجسر المعلق الذي يبلغ طوله 19كم، صرفت عليه روسيا مبالغ طائله، وتزداد أهميته في الوقت الحالي لأنه هو الوسيلة الوحيدة المتاحة لتزويد القوات الروسية بالمؤنة و الطاقة.
«عكاظ» (وكالات)+ الفكر