واصلت القوات الروسية هجومها من محاور عدة على كبرى مدن إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، وكثفت جهودها للسيطرة الكاملة على منطقتي لوغانسك ودونيتسك، في حين تستعد واشنطن لتزويد كييف بأسلحة نوعية.
وقال حاكم مقاطعة لوغانسك الأوكراني سيرغي غايداي إن القوات الأوكرانية التي تدافع عن مدينة "سيفيرودونيتسك" -وهي إحدى آخر المدن الكبيرة الخاضعة للسيطرة الأوكرانية في إقليم دونباس- مستمرة في قتالها، ولم تتمكن القوات الروسية المهاجمة من اختراق دفاعاتها.
اقرأ أيضا
list of 4 itemslist 1 of 4
ما مصير أسرى الحرب الروسية على أوكرانيا؟
list 2 of 4
كيف هددت الحرب الروسية على أوكرانيا الأمن الغذائي العالمي؟
list 3 of 4
معضلة زراعة وتصدير.. كيف تأثرت أراضي أوكرانيا؟ وما الذي ينتظره العالم؟
list 4 of 4
بعد 3 أشهر من اندلاعها.. ماذا خلفت حرب روسيا على أوكرانيا؟
end of list
وأعلن المسؤول المحلي ان قصفا عنيفا يتعرض له طريق "باخموت" الذي يصل بين "ليسيشانسك" و"سيفيرودونيتسك"، والذي لا يزال تحت السيطرة الأوكرانية.
في المقابل، أفادت أفادت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية بأن دنيس بوشيلين زعيم الانفصاليين في دونيستك، طالب بتسريع العملية العسكرية الروسية في إقليم دونباس.
نقطة محورية
وتشكل معركة سيفيرودونيتسك نقطة محورية في حرب روسيا على أوكرانيا، حيث تحاول القوات الروسية إحكام السيطرة الكاملة على مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك.
وأشارت مصادر أوكرانية إلى معارك ضارية في ضواحي مدينة سيفيرودونتسك الإستراتيجية، شرقي البلاد.
وتستخدم القوات الروسية التي تقصف المنطقة باستمرار، تكتيكات "الأرض المحروقة" في سيفيرودونتسك.
وأرسلت روسيا آلاف الجنود إلى المنطقة التي تهاجمها من 3 جهات، في محاولة لتطويق القوات الأوكرانية في مدينة سيفيرودونتسك التي بلغ عدد سكانها قبل الحرب حوالي 100 ألف نسمة، بعد أن انتهت من معركة السيطرة على مدينة ماريوبول الساحلية.
ودمرت القوات الروسية جسرا في "سيفيرودونيتسك" السبت الماضي، مما زاد من صعوبة إجلاء المدنيين المحاصرين الذين يقدرون بحوالي 10 آلاف شخص، أي حوالي عشر سكانها قبل الحرب.
وتعليقا على سير المعارك، قالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن هناك مؤشرات على تصعيد روسيا للقتال، مؤكدة أن أوكرانيا الآن في مرحلة صعبة للغاية وطويلة من الصراع.
أنظمة صاروخية
في غضون ذلك، نقلت شبكة "سي إن إن" (CNN) عن مسؤولين أميركيين أن إدارة الرئيس جو بايدن تستعد لتزويد أوكرانيا بأنظمة صاروخية بعيدة المدى تعتبر مطلبا أول للمسؤولين الأوكرانيين.
وأضافت الشبكة أن إدارة بايدن تميل إلى إرسال الأنظمة الصاروخية بعيدة المدى كجزء من حزمة مساعدات لأوكرانيا قد يتم الإعلان عنها الأسبوع المقبل.
وأضافت الشبكة أنه تمت إثارة مخاوف داخل مجلس الأمن القومي الأميركي من أن أوكرانيا قد تستخدم الأنظمة الصاروخية بعيدة المدى لشن هجمات داخل روسيا.
ونقلت الشبكة عن مصادر أن إحدى الإشكالات الرئيسية كانت تتعلق بقدرة نظام "إم إل آر إس" (MLRS) الصاروخي على استهداف مدى يصل إلى 300 كيلومتر.
تنديد غربي
وفي آخر ردود الفعل الغربية، قال المستشار الألماني أولاف شولتز إن الرد القوي والواضح على الانتهاكات التي ترتكبها روسيا مهم للغاية.
وحذر شولتز من أن الحرب في أوكرانيا قد تكون بعيدة عن بعض البلدان ولكن الجوع الوشيك ليس بعيدا عنهم، حسب تعبيره.
من جانبها، اتهمت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام الجوع سلاحا، وبأخذ العالم رهينة.
ودعت تروس، في تصريحات لها بالبوسنة، الرئيس الروسي إلى رفع ما سمته الحصار عن صادرات الحبوب الأوكرانية.
تصريحات بوتين
وخلال مشاركته في فعاليات المنتدى الاقتصادي الأوراسي، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أنه لا يمكن كبح روسيا أو أي دولة أخرى في العالم، وفصلها عن الاقتصاد والسياسة العالميين، عبر فرض العقوبات عليها. كما أعرب عن أمله أن تدرك الدول الغربية عدم جدوى مثل هذه السياسات.
كما ندد بوتين بسياسات الدول الغربية تجاه روسيا والعقوبات التي فرضتها عليها على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مؤكدا أن انتهاك القواعد والمعايير الدولية في المجال الاقتصادي، وسرقة أموال الدول، ينعكسان سلبا على تلك الدول التي تمارس مثل هذه السياسة.
وقد رفض المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف ما وصفها باتهامات الغرب لبلاده بعرقلة توريد الحبوب من أوكرانيا. وقال إن روسيا ترفض رفضا قاطعا هذه الاتهامات، وتتهم الغرب بدورها بفعل ذلك.
وبشأن التنازلات التي تتوقعها روسيا من أوكرانيا لإنهاء الحرب، قال بيسكوف إن على كييف الاعتراف بالوضع الفعلي على الأرض، وإجراء تقييم واقعي، وفق تعبيره.
وفي سياق آخر، قال بيسكوف إن هناك اتصالات دائمة بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والجانبين الروسي والأوكراني، بشأن الوضع في محطة زاباروجيا النووية لتوليد الطاقة.
بوتين ودراغي
في الأثناء، أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي تقييم الجانب الروسي للمفاوضات الروسية الأوكرانية التي جمدتها كييف.
كما شدد بوتين على أن القيود والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على روسيا تفاقم الأزمة الغذائية العالمية.
وأكد استعداد روسيا للمساهمة في التغلب عليها، شريطة أن يتم رفع القيود التي فرضها الغرب على روسيا.
وشدد بوتين خلال المكالمة، التي جرت بمبادرة من الجانب الإيطالي، على رفض روسيا للاتهامات الموجهة لها بالحيلولة دون توريد المنتجات الزراعية إلى الأسواق العالمية.
وقال الكرملين في بيان إن الرئيس بوتين بحث أيضا في مكالمة هاتفية مع دراغي الخطوات التي يتم اتخاذها لضمان سلامة الملاحة في بحر آزوف والبحر الأسود.
سلاح الغذاء
في المقابل، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير إنه ليس هناك أي حديث عن رفع العقوبات عن روسيا من أجل تصدير المنتجات الزراعية الروسية أو الأوكرانية.
وأضافت في مؤتمر صحفي، أن العقوبات التي فرضتها واشنطن وحلفاؤها على روسيا لا تمنع تصدير المنتجات الزراعية الروسية أو الأوكرانية أو التعاملات الضرورية لهذه الصادرات مثل البنوك والشحن.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إن روسيا هي التي تمنع تصدير المواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية وتتسبب بالجوع في العالم، مؤكدة أنه يجب على روسيا أن توقف على الفور حربها على أوكرانيا والتي تدمر الأمن الغذائي العالمي.
وقالت جان بيير إنه ليس هناك أي محادثات بشأن رفع العقوبات عن روسيا مقابل سماحها بمرور صادرات المنتجات الزراعية الأوكرانية إلى العالم، مشيرة إلى أن العقوبات التي تفرضها واشنطن وحلفاؤها على روسيا لا تمنع تصدير المنتجات الزراعية الروسية أو الأوكرانية.
بدوره، اتهم المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي روسيا باستخدام الاقتصاد والغذاء سلاحا. وقال في مؤتمر صحفي بالبنتاغون، إن الولايات المتحدة تجري محادثات مع شركائها وحلفائها لمعالجة ذلك.