يعِد الهيدروجين الأخضر بتعزيز أمن الطاقة، في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن الإمدادات، وسط استمرار الحرب الروسية الأوكرانية.
وتزايدت أهمية الهيدروجين الأخضر بصفته مصدرًا للطاقة النظيفة في أوروبا، سواء بسبب رغبة القارّة في تقليل الاعتماد على الغاز الروسي، أو ارتفاع تكلفة الهيدروجين الأزرق والرمادي، بالتزامن مع زيادة أسعار الوقود الأحفوري المستخدَم في الإنتاج أساسًا، وفق تقرير صادر اليوم الإثنين عن شركة أبحاث الطاقة، ريستاد إنرجي.
ومن الممكن أن يصبح هذا المصدر النظيف عنصرًا أساسيًا في مزيج الطاقة العالمي، حال نجاح خطط حكومات العالم في إنتاج أكثر من 10 ملايين طن بحلول عام 2030، وخفض التكاليف إلى 1.5 دولار لكل كيلو غرام، بحسب التقرير.
الهيدروجين الأخضر أصبح أكثر تنافسية
بحسب ريستاد إنرجي، كان من المتوقع ارتفاع إنتاج الهيدروجين الأخضر عالميًا فوق 1 غيغاواط في العام الجاري، لكن الحرب الروسية الأوكرانية قد تعزز الإنتاج أكثر من ذلك على حساب الهيدروجين الأزرق والرمادي.
ومنذ بداية غزو روسيا لأوكرانيا، قفزت تكلفة إنتاج الهيدروجين الأزرق والرمادي بأكثر من 70%، لترتفع من 8 إلى 12 دولارًا لكل كيلوغرام، في غضون أيام.
كما أصبحت اقتصاديات الهيدروجين الأخضر جذابة بشكل متزايد مع انخفاض تكاليف الإنتاج عند 4 دولارات لكل كيلوغرام، خاصة في شبه الجزيرة الأيبيرية -جنوب غرب القارّة- مقارنة بـ14 دولارًا للأزرق، و 12 دولارًا للرمادي، في منطقة أخرى من أوروبا.
خطط أوروبا
بالنسبة لأوروبا -التي تعاني من نقص في إمدادات الطاقة- يعدّ الهيدروجين الأخضر بديلًا جذابًا، إذ تخطط ألمانيا بالفعل لإنتاج 25 غيغاواط بحلول عام 2040، كما تعمل إسبانيا على إنتاج أكثر من 4 غيغاواط بحلول نهاية العقد الحالي.
وبصفة عامة، أعلن الاتحاد الأوروبي خططه لحزمة تمويل بقيمة 300 مليون يورو (336 مليون دولار) للهيدروجين، بالإضافة إلى مبادرة تعزيز دور الهيدروجين، التي تهدف إلى تقليل اعتماد المنطقة على الغاز الروسي.
وتخطط القارّة الأوروبية في الأساس لإنتاج 3 ملايين طن هيدروجين أخضر سنويًا بحلول عام 2030، فضلًا عن الهدف الجديد لإنتاج 15 مليون طن في خطة تقليل الاعتماد على الغاز الروسي.
ويمكن أن يؤدي مزج الهيدروجين مع الغاز الطبيعي أو الأمونيا مع الفحم لتوليد الكهرباء، إلى تقليل استخدام الوقود الأحفوري، كما يحدث في أوروبا والصين واليابان، بحسب التقرير.
ويأتي ذلك مع صعوبة الاستبدال التامّ للهيدروجين بالغاز والفحم في توليد الكهرباء، إذ يتطلب ذلك إنتاج 54 مليون طن من الهيدروجين بحلول عام 2030، لتعويض استهلاك الغاز والفحم المتوقع عند 1020 تيراواط/ساعة في العام نفسه.
المناطق الأخرى
فضلًا عن أوروبا، أعلنت الهند سياسة جديدة لتعزيز إنتاج الهيدروجين الأخضر من خلال خفض التكاليف إلى دولار واحد لكل كيلوغرام، بحلول نهاية العقد، مقارنة مع مستوى يتراوح بين 5 و6 دولارات حاليًا.
وفي أفريقيا، تتصدّر موريتانيا الريادة الإقليمية من خلال مشروع أمان، الذي تبلغ قدرته الإنتاجية 40 غيغاواط، بهدف تصدير الهيدروجين ومشتقاته إلى أوروبا والأسواق الأخرى.
أمّا في أميركا اللاتينية، تخطط تشيلي لتصبح مُصدّرًا رئيسًا بقدرة 24 غيغاواط بحلول عام 2030، وفي آسيا الوسطى، تخطط قازاخستان لبناء منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 30 غيغاواط.
هيمنة الهيدروجين الأخضر
من المتوقع أن يهيمن الهيدروجين الأخضر على نظيره الأزرق المنتج من الوقود الأحفوري، مع استخدام احتجاز الكربون وتخزينه.
وفي عام 2021، بلغت مشروعات الهيدروجين الأخضر 188 مشروعًا، مقابل 24 مشروعًا لإنتاج الهيدروجين عبر الوقود الأحفوري باستخدام طرق منخفضة الكربون.
ومع زيادة مشروعات الهيدروجين، تبرز الأمونيا بصفتها إحدى طرق نقل الهيدروجين، خاصة مع الاعتماد على البنية التحتية الموجودة، التي تستخدمها صناعة الأسمدة.
ومع تعزيز دور الأمونيا، فإن الطلب عليها بصفتها وقودًا للشحن قد يتضاعف بحلول 2040، من المستوى الحالي البالغ 150 مليون طن، وفق التقرير.
الإعلام نت