أكد الرئيس محمد ولد الغزواني أن "مصادر المياه بقيمتها المتميزة ليست موزعة بشكل منصف بين الدول المختلفة، ولا موزعة بشكل متوازن داخل كل بلد على حدة".
وقال ولد الغزواني خلال خطابه الاثنين في النسخة التاسعة من المنتدى العالمي للمياه، المنعقدة في داكار إن ندرة المياه محسوسة بشكل متزايد في أجزاء كثيرة من العالم، في ظل التأثير المشترك لتغير المناخ، والزيادة الحادة في الاحتياجات الناجمة عن نمو سكان العالم، فضلاً عن سوء تسيير هذه الموارد على المستوى العالمي.
كما ذكر بأن المياه قابلة للنضوب حتى بالنسبة لتلك البلدان التي تتوفر على قابلية تجدد هذه الموارد من خلال الفصول والدورات الهيدرولوجية.
وذكر ولد الغزواني بأن الماء يعتبر بحق اكسير الحياة ووجوده شرط لا غنى عنه لاستمرار الحياة، ويشكل توفيره بكم ونوع مناسبين، عاملا أساسيا لبقاء وتطور الحضارة الإنسانية بتنوع جوانبها وتعدد أبعادها.
واعتبر أن الحصول على مياه الشرب يمثل تحديا حقيقيا لإفريقيا وللبشرية جمعاء، وهو ليس تحديا للبقاء فحسب، بل يمثل أيضا تحديا اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا بشكل أساسي.
وأشار ولد الغزواني إلى أن موريتانيا تعرضت لعدة عقود من الجفاف والتصحر، بفعل تغير المناخ وعدم انتظام هطول الأمطار، مثل العديد من البلدان الأخرى، التحدي المتعلق بالنفاذ للمياه والصرف الصحي وكذلك تعبئة الموارد المائية اللازمة للزراعة والتنمية الحيوانية.
وأضاف أن وضعت استراتيجية جديدة لقطاع المياه تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، ومع مساهمتنا الوطنية المحددة، والمراجعة لنفس الموعد النهائي، وذلك لمواجهة هذه التحديات.
وأكد ولد الغزواني أن الاستراتيجية تهدف إلى ضمان أفضل، وأجود طريقة للنفاذ لمياه الشرب بالنسبة لجميع السكان وخاصة الأكثر هشاشة، كما تستهدف من ناحية تحسين التعرف على الموارد المائية القابلة للاستغلال، وترشيد استخدامها، وتعبئة التمويل اللازم لإنشاء البنى التحتية اللازمة ومن ناحية أخرى، تعزيز فاعلية التسيير المشترك لمياه نهر السنغال، الذي يعتبر بالفعل نموذجا في كثير من النواحي في إطار منظمة استثمار نهر السنغال، التي احتفلت مؤخرا بالذكرى الخمسين لتأسيسها.
وشدد ولد الغزواني على أنه على يقين من أن النفاذ الشامل والمحكم للمياه وضمان استدامة تسييرها للأجيال القادمة، يشكل أولوية بالنسبة للبشرية جمعاء، "لأننا سنحتاج معا إلى تغيير عميق في تصورنا لقيمة المياه، فضلا عن أساليب الإنتاج وتقنيات الري والأنشطة الصناعية لجعلها أقل تلويثا وأكثر كفاءة في استخدام المياه".
ووصف ولد الغزواني المنتدى المنعقد تحت شعار: "الأمن المائي، من أجل السلام والتنمية" بأنه يعد إطارا مثاليا لتبادل وتعميق التفكير في جميع قضاياه، بهدف تحديد وتعزيز الإجراءات الملموسة والحلول المبتكرة للتحديات المتعلقة بالمياه.
كما عبر عن قناعته أن النسخة التي افتتحت اليوم ستقدم مساهمة كبيرة في الجهود المبذولة على النطاق الكوني، بهدف إيجاد الحلول التي يرجح أن تعمم النفاذ إلى مياه الشرب والصرف الصحي وضمان التسيير المستدام للمتاح من موارد المياه.
الأخبار