حل في العاصمة الموريتانية نواكشوط، اليوم الجمعة، مسؤولون حكوميون وعسكريون أوفدتهم السلطات الانتقالية في مالي، لنزع فتيل الأزمة التي شابت العلاقات بين البلدين، إثر مقتل مواطنين موريتانيين داخل أراضي مالي، ولكن نواكشوط استقبلت الوفد المالي ببرود.
الوفد المالي كان رفيع المستوى، إذ ضم وزير الخارجية عبدولاي ديوب ووزير الداخلية الكولونيل عبدولاي ميغا، وقائد الأركان العامة للجيش الجنرال عمر ديارا، والمدير العام للاستخبارات الكولونيل موديبو كوني.
ولكن وكالة الأنباء الموريتانية (رسمية) لم تنشر أي برقية عن الوفد الذي وصل على متن رحلة خاصة إلى مطار نواكشوط الدولي فجر اليوم، كما غاب الخبر عن التلفزيون والإذاعة العموميتين.
ولم يُعرف مستوى الاستقبال الذي خصصت الحكومة للوفد، في ظل وجود وزير الخارجية إسماعيل ولد الشيخ أحمد خارج البلاد، للمشاركة في الدورة الـ 157 لمجلس جامعة الدول العربية.
ولكن مصادر خاصة تحدثت عن لقاءات أجراها الوفد المالي مع مسؤولين حكوميين وأمنيين موريتانيين، دون أن تحدد مستوى أو طبيعة هذه اللقاءات.
كما أكدت المصادر أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لم يستقبل الوفد المالي، رغم مضي قرابة أربع وعشرين ساعة على وجودهم في نواكشوط.
من جهة أخرى لم يتطرق التلفزيون المالي الحكومي في نشرته الرئيسة مساء اليوم لزيارة الوفد إلى نواكشوط، على غير عادته في تغطية أنشطة البعثات الحكومية.
وسبق أن عبرت نواكشوط عن امتعاضها من تعاطي باماكو معها، وقالت وزارة الخارجية الموريتانية في بيان صحفي يوم الثلاثاء الماضي إن “مستوى التجاوب لدى المسؤولين الماليين مع نظرائهم الموريتانيين ظل دون المستوى”.
وتكررت خلال الأشهر الأخيرة حوادث تستهدف موريتانيين على الشريط الحدودي مع مالي، قالت السلطات الموريتانية إن لديها قرائن حول تورط جهات تابعة للجيش المالي فيها.
وكان حادث اختفاء 31 موريتانيا نهاية الأسبوع الماضي، عثر فيما بعد عليهم قتلى في قبر جماعي، قد أثار غضب نواكشوط التي استدعت السفير المالي وأبلغته “احتجاجا شديد اللهجة”.
ورغم أن الرئيس الانتقالي المالي الكولونيل آسيمي غويتا قد اتصل هاتفيا بولد الغزواني، يوم الأربعاء الماضي، وقرر إثر ذلك فتح تحقيق في الحادثة وإرسال وفد حكومي وأمني إلى نواكشوط، إلا أن السلطات الموريتانية تريد خطوات جدية نحو محاسبة المتورطين في استهداف الموريتانيين داخل الأراضي المالية، وفق تعبير مصدر دبلوماسي تحدث لـ “صحراء ميديا”.
صحراء ميديا