أوضح معالي وزير البترول والمعادن والطاقة، السيد عبد السلام ولد محمد صالح، أن إستراتيجية القطاع ترتكز على الاستغلال الأمثل لإمكانات البلاد الهائلة من الغاز والطاقات المتجددة خاصة الهوائية منها والشمسية والكهرومائية على المدى المتوسط والبعيد، مشيرا إلى أن هذه الإستراتيجية تهدف إلى ولوج كافة المواطنين إلى خدمات الكهرباء وخفض كلفتها لدفع التحول الصناعي والاقتصادي.
وأضاف في خطاب خلال حفل تدشين جملة من المشاريع التنموية الهامة في مجال الطاقة الكهربائية، مساء اليوم الأربعاء في نواكشوط، أن العمل يجري حاليا لإعداد وتنفيذ برامج استثمارية على المستوى الوطني وعلى مستوى كل ولاية ومقاطعة تضمن ولوج جميع المواطنين تدريجيا للكهرباء طبقا لمعايير تراعي العدالة الاجتماعية والفعالية الاقتصادية لتلك الاستثمارات.
وهذا نص الخطاب:
"صاحب الفخامة، السيد رئيس الجمهورية؛
معالي الوزير الأول؛
السيد رئيس الجمعية الوطنية
السادة والسيدات معالي الوزراء
أصحاب السعادة السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية
السيد الوالي
السيدة رئيسة جهة نواكشوط
السيد العمدة
السيد الحاكم
السادة المنتخبون
السادة ممثلو الشركاء الفنيين والماليين
السادة المدعوون الكرام
أيها السادة والسيدات، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
يشرفني أن أرحب بكم اليوم، صاحب الفخامة، في هذا الحفل المنظم بمناسبة إشرافكم على تدشين منشآتٍ ومشاريعَ كهربائية كبرى تم إنجازها في إطار الإستراتيجية الوطنية الرامية إلى بناء منظومة كهربائية متكاملة وفعالة قادرة على مواكبة ودعم النمو المتسارع في بلدنا تماشيا مع برنامجكم الرئاسي "تعهداتي" ورؤيتكم الطموحة لتجسيد تحولاتٍ كبرى لصالح القطاعات الخدمية والصناعية في بلدنا.
إن حضوركم اليوم، صاحب الفخامة، ومواكبتكم لهذا النشاط يشكل دعما معنويا مهمًا والتزاما حكوميا دافعا للمزيد من العطاء والعمل الجاد.
ولقد كان من أهدافكم البارزة ضمن برنامجكم الانتخابي "تعهداتي" في محوره المتعلق بتطوير البنى التحتية الداعمة للنمو أن تعهدتم بِ "إقامة نظامٍ حديثٍ لتوصيل ونقل الكهرباء إلى أهم مراكز الاستهلاك.
وهو ما سيتحقق بفضل الانجازات التي تشرفون اليوم على تدشينها.
ويتعلق الأمر بالمشاريع التالية:
- خطوط الربط الكهربائي عالِ الجهد 225 كيلوفولت و 90 كيلوفولت بين نواكشوط وانواذيبو
- الخط الكهربائي عالِ الجهد 225 كيلوفولت الرابط بين المحطة المزدوجة، حيث نتواجد الآن، ومحطة التحويل التابعة لمنظمة استثمار نهر السنغال في عرفات بانواكشوط الجنوبية.
- وتشمل كذلك المشاريع المدشنة اليوم المقر الرئيسي الجديد للشركة الموريتانية للكهرباء (صوملك) بلكصر،
صاحب الفخامة،
أيها السادة والسيدات،
يهدف الخط الكهربائي الرابط بين نواكشوط و نواذيبو إلى تأمين التزويد بالطاقة الكهربائية في نواذيبو ونواكشوط والمناطق الواقعة بينهما ودعم وتطوير النشاطات الاقتصادية وتطوير الشبكة الكهربائية الوطنية المرتبطة وخصوصا دمج المحطة الهوائية ببولنوار 100 ميغاوات في المنظومة الإقليمية مما سيعطى دفعا معتبرا للمزج الطاقوي الوطني.
وبلغت الكلفة الإجمالية للمشروع حوالي 48 مليار أوقية قديمة من بينها 110 مليون دولار أمريكي أي ما يناهز 40 مليار أوقية قديمة بتمويل من اكزيم بنك الهند و17 مليون دولار أمريكي بتمويل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.
- وفيما يتعلق بالخط الكهربائي عالِ الجهد 225 كيلوفولت الرابط بين المحطة المزدوجة شمال نواكشوط ومحطة التحويل التابعة لمنظمة استثمار نهر السنغال بعرفات في نواكشوط فيهدف إلى التحكم في تفريغ وتوزيع الطاقة الإنتاجية للمحطة المزدوجة مما سيكون له الأثر الإيجابي على إمداد كافة أحياء مدينة نواكشوط بالكهرباء وكذلك المنطقة الصناعية التي عانت كثيرا من اضطرابات الخدمة الكهربائية.
وبالإضافة لخط الربط 21 كلم، يشمل المشروع توسعة محطتي التحويل على مستوى كل من المحطة المزدوجة ومحطة عرفات.
وقد بلغت الكلفة الإجمالية لهذا المشروع ما يناهز 3 مليار و 145 مليون أوقية قديمة بتمويل من البنك الإسلامي للتنمية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.
- واسمحوا لي، صاحب الفخامة، أن أعرب باسمكم وباسم الحكومة والشعب الموريتانيين، لشركائنا في الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي والبنك الإسلامي للتنمية وهيئة أكزيم بنك الهندية عن جزيل شكرنا وخالص امتناننا للدعم الذي أسدوه لبلادنا، في إطار تنفيذ هذه المشاريع الهامة.
أما المشروع الثالث الذي تشرفون، صاحب الفخامة، على تدشينه فيتمثل في تشييد مقر رئيسي جديد للشركة الموريتانية للكهرباء يشتمل على كافة المستلزمات والتجهيزات الضرورية للعمل في ظروف جيدة بتمويل بلغ ما يناهز مليار أوقية قديمة على نفقة الشركة.
صاحب الفخامة،
أيها السادة والسيدات،
اسمحوا لي هنا أن أغتنم هذه الفرصة لأقدم أمامكم عرضا مختصرا حول إستراتيجية القطاع والرؤية المستقبلية وحصيلة موجز للإنجازات منذ سنة 2019 وكذلك الآفاق المستقبلية.
وترتكز هذه الإستراتيجية على الاستغلال الأمثل لإمكانات البلاد الهائلة من الغاز والطاقات المتجددة خاصة الهوائية منها والشمسية والكهرومائية على المدى المتوسط والبعيد وتهدف إلى ولوج كافة المواطنين إلى خدمات الكهرباء وخفض كلفة الكهرباء لدفع التحول الصناعي والاقتصادي ورفع نسبة المزيج الطاقوي.
وتجسيدا لهذه الرؤية، يجري العمل على إعداد وتنفيذ برامج استثمارات على المستوى الوطني وعلى مستوى كل ولاية ومقاطعة. وسيمثل هذا البرنامج أداة لتخطيط وبرمجة كافة الاستثمارات والنفقات المخصصة للكهرباء ويضمن ولوج الجميع تدريجيا للكهرباء طبقا لمعايير تراعي العدالة الاجتماعية والفعالية الاقتصادية لتلك الاستثمارات.
وتشمل هذه الرؤية إصلاحا شاملا للشركة الموريتانية للكهرباء والرفع من قدراتها.
وفي هذا المضمار، تعمل الشركة، جاهدة، على تحسين مؤشرات الأداء حيث قطعت أشواطا هامة خاصة في المجالات الفنية والتسييرية والحكامة الرشيدة بعد أن كانت على وشك إعلان الإفلاس نتيجة لسوء التسيير وعدم ملائمة الاستثمارات مع الأولويات في مجالي التوزيع والنقل وكذلك رداءة المعدات والمقتنيات.
فعلى سبيل المثال تحسنت مداخيل المؤسسة بنسبة تزيد على 18% خلال سنة 2021 مقارنة بسنة 2020 في حين أن زيادة الإنتاج بلغت نسبة 7% فقط.
وتناقصت المدة الإجمالية لزمن الانقطاعات بنسبة 14% بفضل إنشاء فرق التدخل على مستوى مناطق عديدة من البلاد مما نتج عنه تقليص بنسبة 40 % للزمن الإجمالي للتدخل في حالة الأعطاب الفنية.
وأدى تضافر هذه المؤشرات إلى تحسن الأداء الإجمالي لصوملك.
كما تتواصل عملية إعادة هيكلة الشركة بشكل عام وعصرنتها من خلال الإدخال التدريجي لتحول رقمي مندمج يشمل كافة أنشطتها الأساسية.
ويجري العمل حاليا على وضع اللمسات الأخيرة لاستكمال مخطط الفصل بين وظائف الإنتاج والنقل، من جهة، والتوزيع والتسويق من جهة أخرى بالإضافة إلى محور خاص بالكهربة الريفية.
صاحب الفخامة،
أيها السادة والسيدات،
وبخصوص حصيلة الإنجازات فتشمل مشاريع هامة نذكر بينها :
• إطلاق برنامج طموح لتعزيز البنى التحتية الكهربائية في المدن الداخلية وتقوية المنشآت الكهربائية في 50 مدينة تشمل كافة ولايات البلد عبر تركيب محطات ذات جودة فنية عالية بالإضافة إلى منظومات التفريغ والتوزيع والإنارة العمومية ضمانا لاستمرارية الخدمة الكهربائية.
وقد نفذت الشركة الموريتانية للكهرباء على نفقتها الخاصة الشق الاستعجالي من هذا المشروع بغلاف مالي تجاوز 2.5 مليار أوقية قديمة مع التركيز على معايير الجودة والمتابعة الفنية الضرورية من طرف الموردين وكذلك تكوين الفنيين المكلفين بتشغيل هذه المعدات. كما رصدت الدولة في ميزانيتها لسنة 2022 مبلغ 10 مليارات أوقية قديمة لدعم هذا البرنامج.
ومن بين تلك المشاريع أيضا :
• التشغيل الفعلي للمنظومة الكهربائية للمنطقة الشرقية عبر بناء محطتين هجينتين إحداهما في النعمة والأخرى في عدل بكرو ومد شبكات لتفريغ وتوزيع الطاقة مكنت من تغذية معظم مناطق الحوض الشرقي بما في ذلك حقول آبار المياه.
• كهربة المنطقة الجنوبية عبر بناء خط بجهد 90 كيلوفولت يُزَوِّدُ محطة التحويل بالاك من محطة 'التحويل التابعة لمنظمة استثمار نهر السنغال الموجودة في بوكي وتفريغ وتوزيع الطاقة الكهرومائية عبر خطوط متوسطة الجهد 33 كيلوفولت ومحطات تحويل مكنت من تغذية مناطق واسعة من ولايتى لبراكنةِ واترارزة.
• وتوسعة محطة التحويل عالية الجهد في مدينة روصو عبر مضاعفة قدرتها لمواكبة الطلب في المنطقة، خاصة على مستوى النشاطات الزراعية.
• وبناء محطة كهربائية احتياطية إضافية في بني نعدجي لتأمين تغطية حاجيات محطة معالجة وضخ المياه مما ضمن لأول مرة استمرار تغذية مدينة نواكشوط بالمياه الصالحة للشرب دون انقطاع.
• وإعادة تأهيل محطة نواذيبو الكهربائية بشكل كامل على نفقة الشركة الموريتانية للكهرباء مما سيشكل ضمانا إضافيا لاستمرار الخدمة في العاصمة الاقتصادية
• وتوسعة الشبكات ذات الجهد المتوسط والمنخفض في عاصمة ولاية آدرار والمناطق المحاذية.
• وتوسعة وتعزيز شبكات التوزيع في مدينة نواكشوط بطول 100 كلم من أجل مواكبة التطور المطرد الذي يشهده الطلب في العاصمة حيث يزيد على 10 % سنويا.
ونذكر كذلك،
• مشروع كهربة منطقة آفطوط الشرقي المعروفة باسم مثلث الأمل الواقعة بين امبود ومونغل وباركيول والذي يهدف إلى كهربة 35 بلدة عبر خط عالِ الجهد سيربط المنطقة بشبكة منظمة استثمار نهر السنغال.
ويتوقع أن تنتهي الأشغال في شهر مايو من هذه السنة.
• وبناء خط عال الجهد 225 كيلوفولت قيد الانجاز يربط بين نواكشوط وازويرات مرورا باكجوجت وأطار سيمكن من تثمين المقدرات الوطنية وربط المنطقة الشمالية الصناعية والمنجمية بالمنظومة الكهربائية الوطنية.
ويتوقع انتهاء الأشغال مع نهاية السنة الجارية.
• وبناء خط عالِ الجهد 225 كيلوفلت يربط بين نواكشوط وكرمسين سيمكن من تأمين تغطية حاجيات البلد من الطاقة والاستغلال الأمثل للقدرات الإنتاجية المتزايدة وتعزيز التبادل الطاقوي مع البلدان المجاورة.
ومن المتوقع الانتهاء من الأشغال قبل نهاية اغشت من السنة الجارية.
• وكهربة المناطق الشاطئية لتوفير خدمات الطاقة وتحفيز نشاطات الصيد التقليدي في هذه المناطق. ومن المتوقع الانتهاء من أشغاله قبل نهاية السنة.
صاحب الفخامة،
أيها السادة والسيدات،
وعلى مستوى الآفاق المستقبلية، يتم العمل على إطلاق المشاريع التالية في أفق سنة 2023 :
• توسعة المحطة الهوائية 30 ميغاوات في نواكشوط بقدرة إضافية تبلغ 20 ميغاوات وبناء منشأة لتخزين الطاقة الشمسية لأول مرة في تاريخ البلاد.
• كهربة منطقة الضفة من خلال مد شبكات كهرباء بطول 3000 كلم تتم تغذيتها عبر محطات التحويل التابعة لمنظمة استثمار نهر السنغال وبناء محطات هجينة وخطوط متوسطة الجهد.
• كهربة المناطق ذات المقدرات الزراعية والرعوية في ولايات الحوضين ولعصابه عبر بناء محطات هجينة صغيرة وشبكات توزيع معزولة لصالح القرى التي يبلغ عدد سكانها 500 نسمة.
• توسعة المكونة الشمسية في محطة النعمة الهجينة.
• كما يتواصل البحث عن تمويل بناء محطة كهربائية تعمل بالغاز للاستفادة من المخزون الغازي في البلد وتعزيز القدرات الإنتاجية وتفعيل إنتاج الغاز من حقل باندا.
• وقد بدأ البحث عن تمويل المشروع الطموح لبناء خط الجهد العالي نواكشوط - النعمة الذي سيمكن من ربط شرق ووسط البلاد بالمنظومة الكهربائية الوطنية عالية الجهد وذلك إثر الانتهاء من كافة دراسات المشروع.
وتحظى هذه المشاريع بتمويلات ودعم البنك الدولي والوكالة الفرنسية للتنمية وهيئة التعاون الاسباني وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية.
واسمحوا لي صاحب الفخامة أن أتقدم بالشكر للشركة الموريتانية للكهرباء إدارةً عامة وعمالاً على ما قدموه من جهد ومثابرة لتنفيذ هذه المشاريع.