نعى بيت الشعر في المغرب الطفل ريان، الذي فارق الحياة وسط بئر بضواحي شفشاون، واصفا إياه بالقصيدة البكر التي لم تجد طريقها للإيناع. كما تقدم بخالص العزاء وصادق المواساة لوالديه.
وعبر التنظيم ذاته عن تقديره للجهود التي بذلتها أيدي الإنقاذ المغربية التي هزمت الجبل وساهمت في استعادة ريان من جوف الجب، ليرقد في حُفرة أخرى حيث يُمكنُ الترحم عليه، وتركُ وردة على قبره، تمدّ عروقَها بالطيب إلى جسده المنهك الصغير.
وتقدم بيت الشعر بالشكر إلى كلَّ من شارك المغاربة الأمل، وتقاسمَ معهم الألم، خلال هذه المحنة التي وحّدت البشرية في مشارق الأرض ومغاربها، مضيفا أنها أظهرت بجلاء الحاجة المستمرة إلى ما يوقظ المشاعر الدفينة في قعر الإنسان، ويبعثها من جبّ اللامبالاة نحو سطح المعنى والحياة.
وأضاف بيت الشعر في كلمة عقب حادثة الطّفل ريان، الذي سقطت طفولتُه الريّانة في قعر الجبّ، أن الأنفاس كانت مشدودة إلى أنفاس هذا الطفل، الذي كان الهواءُ يضيقُ على رئتيه، فيما العالم أجمع كان مستعدَّا ليمنحَه كلّ أوكسجين الأرض، علّه يُعينُه في عُـزلته وغربته تلك التي عاشها بعيدًا عن والديه، قريبًا من دعوات، صباح مساء، ليعودَ إلينا كما عاد النبي يوسف إلى والده.
وأورد المصدر نفسه أن خمسة أيام كانت كافية ليعيشَ في قصيدتنا هذا الطفلُ ابنُ الخمسة أعوام، ليعيشَ العُمرَ كلّه، حاضرا ريّانا، بعد أنْ نجح في توحيد العالم، وحشْد الانتباه إلى حالة طفولتنا في اللحظة التي يدفعُها فضولُ الاكتشاف، وغيابُ مرافق اللعب، نحو غياهبِ المجهول .
هسبرس