" من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة." خرجه الإمام أحمد

19. يونيو 2021 - 12:13

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، القائل:

" من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة." خرجه الإمام أحمد

أريد، بعد سماع بعض "التسجيلات الصوتية" (فوكالات) على الووتساب، تمس من شرف بعض المواطنين الموريتانيين، وللأسف، تطعن في الأنساب، ولم يسلم منها رئيس الدولة، رئيس الموريتانيين...

وقبل أن أبدأ هذا الرد ـ أريد أن أقول إنه ليس من قبيل تزلف أهل السياسة، وأني لم أنتهج الرد قبل هذا، لكن امتثالا للحديث السابق، ولشدة معرفتي بمن تم التقول في جنابهم، ولكون المتقول فيهم رحمي وأشياخ آبائي وأمهاتي، فقد صدق في، مثلنا الحساني: " مَاهُو اصْدِيكْ الْمَا جَابُو ارْغاَهَا"..

فأريد أن أقول إذن إنه لولا الحلم المتصف به رئيس الدولة رئيس الجمهورية محمد بن الشيخ محمد أحمد (دفين انواكشوط ـ عرفات) بن الشيخ سيدأحمد المعروف بالغزواني(دفين الطارف بتجكجه) بن الشيخ محمد محمود (دفين اللبه، جنوب آدرار) بن سيداحمد "عزري التشطايه"، دفين "احسي أبات"، بن عمار بن اباه بن الناه من فرع إديبسات تحقيقا المسمى "أولاد بوياحم"، وجدهم الجامع للغظف (أباء الرئيس) وأولاد بوياحم هو: "الطالب أعمر" بن أحمد "بوصاد" المعروف ب"بسات"، عند العامية...

وأباؤه الصالحون شيوخ الطريقة الصوفية الغظفية التي أخذها الشيخ سيداحمد دفين "احسي أبات" عن الشيخ محمد  الاغظف الداودي (دفين النعمه) وهي فرع من الطريق الشاذلية... وآباؤه الغر الكرام ومجاهدون، لأن شيخ الغظف جد الرئيس الحالي هو شيخ سيدي بن مولاي الزين وشجعه على قتل رأس الكفر "كبولاني"، وأعطاه سيفا، وقال له اقتله بهذا السيف.. (انظر رسالة تخرج الوزير السابق بن سيدي جعفر)، وقد تسلط المستعمر الفرنسي على أجداد الرئيس الحالي نظرا لموقفهم من المستعمر، وغَرَّبَهُمْ من أوجفت محل إقامتهم (دارهم ما زالت في أوجفت، وعين بافور أقدم عين للماء في أوجفت ملك لهم في نخيلهم في تنتيشه الذي ما زال موجودا هنالك)، وغربهم المستعمر إلى بومديد مقرهم الحالي...  وقد ذكر " جوليي" الفرنسي (أحد موظفي الاستعمار الفرنسي في غرب إفريقيا، الذي ألف كتاب " التوغل في موريتانيا"، في هذا الكتاب سخط المستعمر على هذه الطريقة، ووضعوا عليها الأباطيل وصرح أن قصة "أولاد النور"، التي يحلو لكثير من المتسلطين على الطرق الصوفية بهتانهم بها، أنه بهتان لفقه المستعمر ضد الطريقة الصوفية الغظفية لسخط المستعمر وكيده وأباطيله وحملاته اللسانية العدوانية ضد المجاهدين.. وهم برآء، من ذلك...

وفي كتاب لسيدأحمد بن اسمه الديماني (نقلا عن الباحث المحقق يحي بن البراء الديماني)،  أن ما يسمى بدائرة الأولياء أرادوا تعيين خليفة للقطب، فقالوا: نرشح شيخ الغظف  الذي لم يعص الله قط منذ صغره... إلخ.. من الشهادات الجليلة العظيمة لهؤلاء المشايخ.. وهي غيض من فيض، وأجداده كلهم في الصحراء مبني عليه بيت ومجرب بالصلاح وقضاء الحوائج وتضع جيران القبر الهدايا عنده..

هذا، و الطعن في أنساب الناس بغير مبرر ولا دليل، أمر منكر... لا يستسيغه ذو عقل، والأولى بمن يطعن في نسب أي أحد، أن يحقق ذلك ويسأل نسابة أهله، لأن الناس مصدقون في أنسابهم..

أما الغظف أجداد الرئيس الحالي، فهم أولاد بوياحم من نفس الفصيلة التي منها أهل "لمليحس" وبالتحقيق أولاد "بوياحم"، وجدهم الجامع هو: "الطالب أعمر" بن أحمد "بوصاد" المعروف ب"بسات"، عند العامية... وقد قال العلماء وهي قاعدة من قواعد الأصول: " من حفظ حجة على من لم يحفظ والمثَبِّتُ مقَدَّمٌ على النَّافي"، لزيادة العلم، لأن النافي لا يأتي بعلم جديد ولا مؤصل، والمثبت يأتي بعلم مؤصل ثابت التحقيق، شواهده: كالشمس المنيرة ما اختفت            سوى عند أعمى ما لداء له شفا

وأنا أتعجب ممن ينتمي لقبيلة أبناء شمس الدين وخاصة أسرة أهل اعبيدن وينتمي للثقافة أن يتنطق بألفاظ غير اجتماعية ويطعن في أنساب من لا طعن في أنسابهم ويطلق لسانه بالسب والثلب والشتم لآباء الرئيس الذين أجمع أهل زمانهم على صلاحهم وقياداتهم الدينية وورعهم وحيطتهم في الدين وعلمهم وجهادهم ضد المستعمر...

ما كان من شيم الأبرار أن يسموا

بالفسق شيخا على الخيرات قد جبلا

ولعلك لم ترد ذلك، بل اقتضت الحكمة الربانية من هذه الحادثة أن تنشر مآثر هؤلاء المشايخ آباء هذا الرجل الحليم محمد بن الشيخ محمد أحمد بن الغزواني :

وإذا أراد الله نشر فضيلة        طُويَّتْ أتاح لها لسانَ حَسودِ

وإني باسمي حيث  أنتمي لهذه المجموعة التي تسمى الشماسيد (أبناء شمس الدين"، ومن فصيلة  "أهل الطالب محمد" من أوجفت، وآبائي وأمهاتي (أهل أحمد سيفر) مريدو آباء الرئيس الحالي، أي شيوخ الغظف الذين كانوا معهم في أوجفت وما زال فيهم تلامذتهم إلى يومنا هذا،

لأستنكر بكل قوة، وأندد بهذه الفوكالات وما فيها من شتم وألفاظ غير لائقة وطعن في الأنساب، ونعتبره ليس موجها إلى الرئيس ولا إلى أهل مولاي الزين.. بل إلينا نحن ... ونعتذر إلى الرئيس وإلى أسرته المجيدة دوحة الفضل والكرم والأصالة والصلاح... عن هذا

أما أهل مولاي الزين فقد خلد الشهيد الشريف الأصيل الأثيل سيدي بن مولاي الزين المجاهد البطل الذي قتل رأس الكفر "كبلاني" واندحر المستعمر بعد هذه الضربة اندحارا شديدا وقويت شوكة المقامة بعد ذلك حتى تم حصار تجكجه شهرا بعد ذلك بقليل بجيش المقاومة الذي كونه الشيخ ماء العينين بمساعدة من ملك المغرب ويقوده صهر الملك، حيث وقعت وقعة "المينان" بعد حصار تجكجه شهرا... ثم تتالت هجمات المقاومة بعدذلك.. والحق أن كل موريتاني أصيل يجب عليه احترام هذا الإسم: "أهل مولاي الزين"، حتى ولو افترضنا جدليا أنها تسمية فقط ... !!!! فموريتانا تفتخر بالمجاهدين الأبطال وبأسمائهم وكل من تسمى بهم نال حرمة واحتراما لفضل جنابهم وعلو مراتبهم عند الله وعند الموريتناني، ونحتسب أننا نعيش اليوم في كرامتهم، وقد قدر لنا المستعمر قدرنا بفضلهم...
أما تقولات العمدة السابق في أوجفت،  ولله المثل الأعلى... فترد نفسها بنفسها فلا يحتاج إلى جواب...

ونرجو من الله العلي القدير أن يهدي ويوفق المتقولين للرجوع، والتوبة والاعتذار...

كما قال القاضي محنض بابه بن اعبيد الديماني:

لَيْسَ مَنْ أَخْطَأَ الصَّوَابَ بِمُخْطٍ             إِنْ يَؤُبْ لاَ وَلاَ عَلَيْهِ مَلاَمَهْ

حًسًنًاتٌ الرُّجُوعِ تَنْفِـــــــــــي               عَنْهُ سَيِّئَاتِ الْخَطَا وَالْمَلاَمَهْ

وكتب : الشيخ بن محمد بن اباه بن أحمد سيفر

استطلاع رأي

كيف تقييم خطاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني يوم 24 مارس/2022.

ghalleryy