تبت يدا أبا لهب وتب …../ بقلم : محمد الشيخ ولد سيدي محمد

25. نوفمبر 2025 - 23:52

الأفعال ليست مثل الأقوال، والرجال الذين يخدمون الصالح العام ليسوا صيادين فاشلين في موريتانيا الأعماق، وفي بحار السياسة، وفي صفقات السمك التي ذهب ربيعها المدمَّر.

كانت زيارة الغزواني لولاية الحوض الشرقي بارزة المعاني وواضحة المباني، فهذا القائد الحكيم يملك من خصال الحظ العظيم أربع متعاضدات: أعطِ من حرمك، وصل من قطعك، واعفُ عمّن ظلمك، وادفع السيئة بالحسنة. كل من خاصمك فجر في القول، وإذا رَنَا إلى غيرك تثاءب الشيطان في عقله وفمه، وفقد الحياء والصواب.

لا يُعتدّ بالمبلِّغ، فالمبلِّغ لا يكون ثقة كما أفتى بذلك الإمام الشافعي، عندما هاجم المفسدون والمرجفون الإمام أحمد بن حنبل في فتنة خلق القرآن، فقام بالحق، وقال: (القرآن كلام الله).

وكان أحمد بن حنبل إذا ذُكر المرجفون الإمام الشافعيَّ بما لا يليق منذ أسس مدرسة قواعد الأصول يقول –وقوله الحق–: (كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، فانظر هل لهذين من خلف أو لهما من عوض؟).

خسر هؤلاء السلطة فـ”تخرّصوا”، وخسروا المرجعية فـ”تنابذوا”، وخسروا الحوض لأنه عاد إلى أهله: عربًا وزنوجًا مقاومين، وعلماء ذاكرين، وفقراء وبسطاء مستفيدين؛ فكان (العويل سجنهم)، وكان (السب متجرهم).

يعود التاريخ لنمدّ يد الحوار البناء والمثمر بروح السكينة والأمانة، والمُغدِق بالخيرات والمسرّات لكل الموريتانيين بلا استثناء، وبلا إقصاء، وبلا سقوف في تعدد الآراء وتجارب الأداء.

كل واحد منكم –كما قال فخامة الرئيس في 1 مارس 2019– يمكن أن يضع لبنة، وكل واحد منكم يمكن أن ينجز تجربة بناء، وكل واحد منكم يمكن أن يصنع حلمه، دون أن يسبّ أو يشذّ، أو يتثاءب مع شيطانه وشيطنته.

لست متأكدًا أن من يقول ما لا يفعل، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن على الوطن خان، وإذا خاصم فجر، يمكن أن يكون جزءًا من الحل، لأنه أصل الخلل، وذنب مرحلة كانت عنوان (النفع الخاص).

لديّ مذكّرات إن نُشرت لن تترك ودًّا لهؤلاء في العهود ولا في العقول، ولا في هذا البلد الأمين. كان الغزواني حليمًا، وحلمه من الفخر عندنا أن يزاد، لكن ليس على نعيق الخمار، وعنصرية دعاة الهجرة والاصطفاف العنصري، وإفساد ما أُنجز في ستة أعوام.

تناغم ونطق (خلية العش) بالسبّ المتتالي والمنظم دليل على فزع أفرادها، ورعبهم من المصير المجهول، رغم ازدهارها في المال والأعمال، والصفقات والمؤامرات خلال 35 عامًا، مما يتطلب فتح ملفاتها، والبدء من البحر وحيتان أساطيله، إلى اليابسة وصفقاتها (يُبسًا في الأرياف، وسَمًا في عقارات تفرغ زينه والخارج).

هذه الأرض المباركة لا يحمل فيها الحمار إلا أسفاره، وإن ترَ فيها ناعقًا، فهو كالكلب إن تحمل عليه يلهث، وإن تتركه يلهث. ذاك هو السجن في أرض الملثمين وبقية المرابطين. تبت يدا أبي لهب وتب.

بقلم:
الأستاذ والكاتب الصحفي محمد الشيخ ولد سيد محمد
مدير قناة موريتانيا المستقلة (قمم)

إعلانات

استطلاع رأي

اختر مرشحك المفضل في 29 مايو
محمد الشيخ الغزواني
89%
محمد الأمين المرتجي الوافي
0%
حمادي سيدي المختار محمد عبدي
7%
أوتوما انتوان سلیمان سوماري
4%
مامادو بوكار با
0%
العيد محمدن امبارك
0%
برام الداه اعبيد
0%
مجموع الأصوات : 27

تابعونا على

002-twitter.png005-whatsapp.png004-youtube-1.png006-tik-tok.png