حديث القصر: فكر الإجماع على التغيير

10. مارس 2025 - 6:55

البلدُ بحاجةٍ إلى فِكر الإجماع الوطني في هذه المرحلة، والسياسةُ عانت منذ حقبةٍ مريرةٍ الإقصاءَ الممنهجَ وصناعةَ الكانتونات المضرة بقيم النضال الوطني، والمكرسة لعهود التاءات الأربع (طغاة، وغلاة، وجفاة يجلبون الغزاة، ويحاربون كل دعوات وتيارات التغيير) حُمرٌ مستنفرة سيطرت على السُّلط والأحزاب والمال والأعمال؛ تمتهن التّبريرَ والتّفقيرَ والتّنفيرَ والإلغاءَ لحقب من النضال الوطني؛ وتلاعبت بمصائر الأجيال الثلاثة، التي هي قاعدة أي تغيير حقيقي في مشهد تمثيلي حاربَ فكر القمَّةَ وحقوق. القاعدة.

لا ريبَ أن المنعطف الذي جاء مع خطاب 1 مارس 2019 أعطى الأملَ بالتغيير، لذلك تنادت القوى الوطنية التَّواقة الثائرة لدعم غزواني بشكل غيّر المشهدَ بأعجوبةٍ في 2 أغسطس 2019من ذلك العام الذي خرج فيه الأمل منتصرا من رحم زحام “معركة الخندق والأحزاب”!

البارحة في مساء 9 رمضان 1446 هجرية أظهَرَ غزواني كثيراً من الحكامة المعهودة في قوته الهادئة ورأى الهدهدُ أن خبراً ما يشبهُ اليقينَ قد أبرق للحيارى من مؤيديه، وأنصار التغيير ،الذين أجابوا نداء 1 مارس 2019، ومن لحق بهم من المؤمنين والمتفائلين.
قد يكون هذا حلما وقد يكون منطلقا، والأكيد أن اختيار شخصيات نضالية وازنة لتنسيق رؤى حوار المرحلة قد يقود إلى مشهد مغاير لما كنا فيه من الارتباك والذهول من مشهد سياسي كانت تتنازعه لعقود أهواءُ الغلاة وزمار يكتالُون بمكيالين، وسمهم العمل بدون بوصلة تفكير في عواقب الأمور، وحقب التماهي وهول عام 2025 عام أفول نظام دولي يمور مورا، وسقوط أحلاف دامت 70 عاما من الظلم والحيف.
كما أن التحديات، التي كبحت قطار التغيير في المأمورية المنصرمة داخليا وخارجيا لا يُؤمِّل المناصرون أن تتكرر فى هذه االمأمورية الثانية، و التي هي فرصة لا يمكن أن يقبل فيها عدم الحسم في الملفات الكبرى كما ألمح الرئيس بجلاء.

يحتاج بلدنا، حقا والآن، إلى نخبة تفكير جامعة لنضالاتِ جميع التيارات التي ذاقت الحلوَ والمرَّ، ولها تجارب في الكرِّ والفرِّ مع أنظمة الاستبداد ونخب الاستعباد ، لمن ولدتهم أمهاتهم في هذا “المنكب البرزخي” أكثر من حاجة فقراء موريتانيا وأحرارها إلى صرافات الصيرفيين وعصابات من جمعَ فأكْدَى وتملَّكَ فحاربَ الأصدقَ والأتْقى والأزكى، و ولغَ فى القدح والمكر، ثم ألغى العهودَ و ألهَى عن واو الجمع، وواو. القسم!!
خطوة ما تحتاجها سفينة الإجماع الوطني اليوم في المجال التنفيذي، كي يكون الصدى جاليا لآمال التغيير المنشود، وكي نستسقي في عالمٍ رعودُه في القارات الخمسِ لا تُمطر ماءً زُلالاً، بل تفيض دماءً وأشلاءً حتى أصبحت الشعوب المناضلة وأوطانها كلالا!
البارحة نجح غزواني في لمِّ الشّمل السياسي الوطني، كما نجح في خطاب الوضع والسلم في القارة الأفريقية. عاما من النضال في مصالح قارة المستقبل وإبراز معادلة نفي الغالب والمغلوب في مؤتمر القاهرة بشكل لا نفاق فيه.
والمعادلة عندنا هي تلك التي كان عمر بن عبد العزيز يضعها وهو داعية للتغيير، كرَّسَ قيم العدل والشورى بين الأجيال حيث يقول لمن آتاه الله رشده: لا تحيوا فينا سنة الحجاج! ولا تقتلوا فينا ضوء الأمل!
ونحن نقول اليوم لا يمكن بناء موريتانيا المتصالحة بجيل واحد أو جلبة تيار واحد، أحرى همهمة “مطرق مُخشوْشِن”! ارفعوا رؤوسكم، فالرقابُ الخاضعة لا تصمد إذا عصفت الرعود وخرج المجهول من صروف الزمن.
موريتانيا “جمل أنُفٌ”، لا يقودها رأسان، ولا يتحدث باسمها لسانان؛ موريتانيا الجديدة المفيدة، للجميع “كليّ مشترك”، لا تُبنى إلا بأجيالها الثلاثة مجتمعة ومتضامنة بأناة وتفكير ووعي (جيل التأسيس، وجيل التجارب، وجيل المستقبل)؛ من يحارب جيلا من أجيالها هو الجاحد أو الماحل وكلاهما يلجم و يلزم.
ذلك تاجر وطن يباعُ بالمزاد، وموريتانيا قوة إجماع لا تباع، فهل يفعلها نداء 9 رمضان شهر القرءان؟ وهل فيكم حقا من يفهم رسالة غزواني التي دعت فئة الأحزاب إلى حوار مفتوح بلا سقوف، وماهي الخطوات التالية، من حيث الحوار التمهيدي وتوسيع مجال المشاركة؟ وبحث حاضر ومستقبل شركاء الوطن من كل الأجيال لبناء (دولة الأجيال الثلاثة لا دولة الأفراد).. دولة حفظة القرءان الكريم وعبادة الرب الرحيم لا “حفظة الألقاب وعبادة العباد”

محمد الشيخ ولد سيد محمد
مدير قناة موريتانيا المستقلة

استطلاع رأي

اختر مرشحك المفضل في 29 مايو
محمد الشيخ الغزواني
89%
محمد الأمين المرتجي الوافي
0%
حمادي سيدي المختار محمد عبدي
7%
أوتوما انتوان سلیمان سوماري
4%
مامادو بوكار با
0%
العيد محمدن امبارك
0%
برام الداه اعبيد
0%
مجموع الأصوات : 27

ghalleryy