هل يدق مولاي ولد محمد لقطف آخر مسمار في نعش حياته السياسية ؟ (تحليل)

19. مارس 2019 - 11:56

المركز الموريتاني لقياس الرأي العام ( نواكشوط ) : تعود جذور الخلاف بين الوزير الأول السابق مولاي ولد محمد لقظف و اللواء محمد ولد الشيخ ولد محمد أحمد الغزواني إلى فترة إصابة الرئيس محمد ولد عبد العزيز بطلق ناري " صديق"، عندما رفض ولد محمد لقظف وصاية اللواء غزواني على الحكومة، و تولي زمام السلطة  خلال فترة تمريض الرئيس في باريس، في ظل محاولة المعارضة ، و بعض الأطراف في الأغلبية تسويق فراغ دستوري في قمة السلطة ،ودفع الجيش إلى تنظيم انتخابات مبكرة لطي صفحة نظام الرئيس " العاجز"  عن ممارسة السلطة (كما أقسم على ذلك زعيم حزب معارض حينها)، لكن ولد الغزواني صد الباب أمام كل تلك المحاولات المستميتة لدعاة هذه الفكرة ممن طالبوه بإعلان خلو منصب الرئيس، و الدخول في مرحلة انتقالية، حيث أجابهم: أنه لن يقدم على هذا الأمر حتى يشيع بنفسه جنازة ولد عبد العزيز، فبرهن بذلك على وفاء قل نظيره لدى ضباط مؤسسة عسكرية اشتهروا بالانقلاب على رفاقهم في أقرب فرص مواتية. 

و قد تجذر هذا الخلاف أكثر بعد عودة الرئيس و إجراء انتخابات، وخاصة عندما اعترض القائد العام لأركان الجيوش اللواء غزواني على إعادة تكليف ولد محمد لقظف برئاسة الحكومة، مما سمح بالصعود المفاجئ لغريمه المستقبلي يحي ولد حدمين.

محاولات عديدة للرئيس محمد ولد عبد العزيز لرأب الصدع بين أخلص و أٌقرب صديقين له (مولاي  غزواني) باءت بالفشل، كان الهدف منها تعزيز فرص مولاي ليكون مرشحا للنظام ، لكن آماله في ذلك تبخرت و هو يتابع من مصر ولد غزواني يلقي خطاب إعلان ترشحه في ملعب الشيخ بيديا، قبل أن تنعدم فرصه أكثر عندما أعلن الرئيس أنه يدعم ترشيح غزواني، و ليس له مرشح آخر، ليتأكد لولد لقظف أن مستقبله في دولة يحكمها ولد غزواني لن يكون سوى مزيدا من التقزيم،و التهميش.

و حسب مصادر مقربة من الرجل فقد اشترط ولد محمد لقظف أن يأذن له ولد عبد العزيز بالترشح، و هو ما يبدو أنه اليوم قد حصل – حسب الأخبار المتداولة عن نتيه إعلان ترشحه قريبا-.

ورغم خطورة خطوة كهذه على تماسك الأغلبية، و إرباك " المشهد الغزواني" – و ربما هو المقصود- إلا أن الإقدام على هذه المجازفة سيكون ثمنه باهظا  - حسب المتابعين، الذي يجمعون على أنه بمثابة آخر مسمار في نعش الوزير الأول السابق مولاي في عيون ولد الغزواني.

و يرى بعض المراقبين أن أطرافا مقربة من ولد عبد العزيز، و خاصة من غلاة المأمورية الثالثة هي من أوعزت لولد محمد لقظف بارتكاب حماقة سيايسة كهذه، و خاصة بعد تشتت حلف المعارضة، و تقاسمه بين المترشحين الذي سبقوه.

هل فات مولاي ولد محمد لقظف القطار؟ و على من يراهن في دعمه؟ فالأغلبية باركت و أيدت ترشيح غزواني، و المعارضة الوازنة دعمت  ولد بوبكر، و اعلنته مرشحا لها.

الأيام القليلة المقبلة ستكشف ملابسات ترشيح مولاي ولد محمد لقظف، و الأهم من ذلك أنها ربما ستميط اللثام عن مؤامرة مبكرة تحاك ضد ولد غزواني في مكان غير بعيد من القصر؟

الوسط 

 

 

استطلاع رأي

كيف تقييم خطاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني يوم 24 مارس/2022.

ghalleryy