ال رئيس البرلمان الموريتاني الشيخ ولد بايه أن الخلاف بين الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني وسلفه ولد عبد العزيز هو "خلاف سياسي بحت " تعود جذوره إلى أزمة مرجعية الحزب الحاكم
مشيرا إلى أنه كان قد حاول التوسط بينهما لكن محمد ولد عبد العزيز رفض وساطته
جاءت تصريحات ولد بايه في مقابلة أجرتها معه مجلة Jeune Afrique الفرنسية
و تأتي هذه التصريحات في ظل الحديث عن ملف العشرية وإحالته للمحكمة القضائيو الأمر الذي من شأنه أن يضع إشارات استفهام عديدة على خوض رئيس الجمعية الوطنية غمار الحديث عن موضوع حساس كهذا
خاصة أن الشيخ ولد بايه من الناحية الدستورية يعتبر رئيس السلطة التشريعية في البلاد ومن المفروض أن لا يتحدث من فراغ وهو مايطرح التساؤل عن المغزى والدور الذي ستلعبه هذه التصريحات
وقد رفض ولد بايه في حديثه مع المجلة وصف لجنة التحقيق البرلمانية بأنّها غير شرعية قائلا إنّ لجنة التحقيق تم إنشاؤها بناء على النظام الداخلي للجمعية الوطنية الذي عرض على المجلس الدستوري وصادق عليه مؤكدا بذلك أن شرعيتها لاغبار عليها
ويرى مراقبون أن ولد بايه يتحدى نظام حكم ولد الغزواني والمنظومة القضائية ككل بصغة مباشرة حين وصف ملف العشرية بالفساد السياسي
فيما يرى آخرون أنه آن الأوان ليسدد ولد بايه ديونه لولد عبد العزيز إذ كان يعتبر أحد أهم رجالاته في فترة حكم العشرية
حيث كاتت بدايته السياسة حينما استدعاه ولد عبد العزيز نهاية عام 2013 من أجل تولي مهمته السياسية ،بعد أن عاش معظم حياته داخل المؤسسة العسكرية، وأمضى أغلب وقته على ضفاف المحيط،
وتمثلت مهمته أنذاك في إدارة أهم مجلس بلدى فى "تيرس زمور"، بعد أن سقطت المدينة فى يد المعارضة 2006 وسقط أبرز رموزها، رغم الضغط والمال والوجهاء وانحياز الجيش.
وكان المرشح الشيخ ولد بايه يحاول تبرير موقفه من موقع المسؤولية فى أحد المهرجانات الجماهيرية بالمدينة، محاولا شرح مصادر تمويله لحملته البلدية ومصادر ثروته التى أكتسبها خلال عمله فى المندوبية والذى أثار الكثير من اللغط وقال حينها جملته الشهيرة " متلاو ومتليت آن".
شكلت بلدية "أزويرات" منطلق ولد بايه نحو السياسية، فمنها تصدر رابطة العمد الموريتانيين، وعبرها أنتخب نائبا لرئيس رابطة المدن والحكومات المحلية الإفريقية، وقياديا برابطة العمد الفرانكفونيين، مع اختياره كعضو فاعل فى المكتب التنفيذى لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم.
عمل ولد بايه على استيعاب خصومه وأنصاره داخل رابطة العمد، عبر انتزاع صلاحيات أوفر للمجالس المحلية من صديقه الرئيس، وأستصدر مراسيم مهمة لصالح العمد ، بعضها معنوى والآخر يمنح بعض الحقوق المادية، كرواتب العمد ونواب العمد، وأعاد توزيع الدعم الموجه للمجالس المحلية بما يسمح للعمد بالتحرك بعد فترة من التقييد بأغلال الاختصاص والنظم القانونية المسيرة للدعم العمومى بموريتانيا.
ظلت العلاقة بين الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز والشيخ ولد بايه معلومة لعدد محدود من كبار القوم وصناع القرار بالبلد خلال فترة حكم ولد عبد العزيز قبل أن يعلن ولد عبد العزيز بالفعل عن صداقة الأثنين فى برنامج تلفزيونى إبان فترة حكمه أنه حاول فيه التمييز بين الموظف والصديق، ناهيك عن التفويض المطلق له فى العديد من القضايا المتعلقة بالصيد والأمن وتسيير التنمية بمدن الشمال ( نواذيبو / تيرس زمور).
وتعتبر تصريحات ولد بايه الأخيرة كغيرها من التصريحات التي صنفت بأنها خارج السياق المألوف وهو مايطرح التساؤل عن مالذي سيرتب على هذه التصريحات ؟.
